Site icon IMLebanon

على العهد والوعد

لم يمر يوم أمس على اللبنانيين عموماً وعلى جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتيار المستقبل خصوصاً، كما غيره من سائر الأيام. القلوب والأبصار شاخصة وفي حال ترقب لخطاب الرئيس سعد الحريري ولمضامينه في الإفطار السنوي الذي يقيمه تيار «المستقبل« كما في كل عام في مختلف المناطق من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال مروراً بالعاصمة والإقليم والبقاع.

قبل ساعات قليلة من الإفطار، بدت شوارع بيروت كما جميع المناطق خالية من الناس والسيارات. الجميع في منازلهم على مائدة الإفطار كما على موائد الإفطار الذي أقامه تيار المستقبل بالتزامن في كافة المحافظات من بيروت الى الإقليم وصيدا والجنوب وعرسال والبقاعين الأوسط والغربي وبعلبك الهرمل وعكار وطرابلس.

المشهد مماثل في المحال والمطاعم التي كانت الأعين فيها متوجهة الى الشاشة حيث حبيب القلب البعيد نتيجة الظروف ولكن الحاضر دوماً بين جمهوره ومناصريه وفي قلوب ووجدان جميع اللبنانيين من كافة الطوائف والمذاهب والإنتماءات، وهذا ما بدا واضحاً من خلال الحماس الذي لاقى به الجمهور الحريري أثناء خطابه.

لهفة الشوق كانت حاضرة في عيونهم وهم يشاهدون كلمة الرئيس، فالتصفيق لم يتوقف منذ بداية الكلمة وحتى نهايتها، في مشهدية أعطت صورة للقاصي والداني أن جمهور رفيق الحريري ما زال على العهد والوعد باق مهما شكك المشككون بولائه.

الرئيس سعد الحريري بث طاقة ايجابية بين الجمهور حيث شعر بأنه حاضر بينهم وليس يتحدث معهم من على الشاشة. فتراهم يضحكون معه ويشدون على أزره في كل موقف كان يعبر عنه عبر التصفيق الحار، وتراهم يتحدثون معه عندما كان يتوجه بالحديث اليهم، كيف لا وهو الحاضر دوماً في قلوبهم وعقولهم ووجدناهم. لم تتزحزح عيونهم قيد أنملة على الشاشة، بل كان جل تركيزهم منصب مع الرئيس الذي إشتاقوا إليه كثيراً، والى رؤيته وتقييمه للأوضاع الدقيقة التي يمر بها البلد، فهم في أمس الحاجة الى كلامه باعتباره قائد المسيرة.

ومع كلمة ثابتة كان يقولها، كانوا يؤكدون معه على السير بها من خلال حماسهم وتفاعلهم وأنهم لم ولن يحيدوا عن هذه الثوابت التي خطها ورسمها للمرحلة المقبلة، وبأنهم مستمرون معه لتحييد البلد من الحرائق المحيطة وحمايته من المسار السوداوي الذي يرسمه المتآمرون والمتربصون شراً بالبلد وبمصير شعبه. 

لم يشأ المشاهدون والمشاركون أن ينتهي هذا اللقاء الذي لطالما انتظروه طويلاً، والذين أكدوا من خلاله أنهم ما زلوا سائرين على نفس الطريق والمسيرة التي خطها بدمائه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما زالوا متمسكين بالمبادئ والأسس التي يسير وفقها الرئيس الحريري و«تيار المستقبل« ولا يريدون إلا ان يبقوا على الصورة التي أرادها الرئيس الشهيد مع نجله الذي يمثلهم ويعبر عن قناعتهم ورؤيتهم لمستقبلهم وأبنائهم وجميع اللبنانيين كما أراده لهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.