إقتلاع «النصرة» ونجاح الحريري في واشنطن هل يؤسّسان لمرحلة تفاهمات داخلية
«إطلاق عجلة الدولة في كلّ الإتجاهات لا سيما الإقتصادية، باتت المهمة الأولى أمام الحكومة بعد الإنجازات الأمنية والمالية»
بعد إنتصار حزب الله في تطهير جرود عرسال اللبنانية من مسلحي النصرة واخواتها، وبعد شبه الاجماع الداخلي على دعم هذه الخطوة وتأييدها من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومن رئيس حزب ا لقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وبطبيعة الحال من رئيس وقيادة التيار الوطني الحر وحتى من تيار «المستقبل» وكتلته النيابية، بالرغم من تسجيلها تحفظات إستناداً الى بعض الملاحظات التي سجلتها على هذه الخطوة، بعد هذا الانتصار يفترض ان تشهد الساحة الداخلية انعطافاً عاماً من كل القوى المنخرطة في حكومة استعادة الثقة، حركة ناشطة لترتيب البيت الداخلي من جهة، وتنفيذ مضمون الوثيقة التي اقرتها هذه القوى في الاجتماع الجامع الذي انعقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي كان هدفه الاساسي البحث في كيفية اصلاح الوضع الداخلي المترهل وكيفية الانتهاء من مرحلة عض الاصابع، ولا سيما بعدما تجاوز الجميع المحطات الاصعب في البلاد، وكان أخرها اصدار قانون جديد للانتخابات واصدار التشكيلات والتعيينات الدبلوماسية التي ظلت عدة سنوات عالقة بين فكي كماشة المطالب السياسية المتداخلة فيما بينها.
ويضاف الى هذين الانجازين المهمين اضافة الى ابعاد الارهاب الذي كان يشكل خطراً داهماً على الاستقرار الامني، وتشكيل شبكة امان من قِبل القوى الامنية للامن الاستباقي الانجاز الذي حققته زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى واشنطن والاجتماع التنسيقي الذي حصل بينه وبين الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ما يساعد بشكل مباشر على الاتصالات بين كل الاطراف المعنية على اطلاق عجلة الدولة في كل الاتجاهات لا سيما الاقتصادية التي بات استمرارها على ما هي عليه، يشكل خطراً داهماً يتجاوز حدود الخطر الارهابي الذي كان يشكله وجود مسلحي النصرة وداعش في جرود عرسال.
وترى مصادر سياسية أنه بات يتوجب على جميع المسؤولين بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وكل المسؤولين الآخرين التركيز في هذه الاتصالات على كيفية تفعيل عمل الحكومة بعيداً عن التباينات في الآراء، وعن الحسابات الانتخابية الضيقة التركيز على وضع خارطة طريق لتنفيذ ورقة العمل التي وافقت عليها كل القوى المنضوية في حكومة استعادة الثقة، لان مضمونها يطرح الحلول لكل المشكلات التي تعاني منها الدولة من ضائقة اقتصادية بعد تراجع النمو العام، وانحسار مجالات فرص العمل الى الاهتراء الحاصل داخل الادارة جراء غياب السلطة الفعلية طوال عدة عقود من الزمن ما يشكل فرصة مؤاتية لانتشار الفساد والمفسدين وسقوط كل هيبة للدولة القادرة والخروج من هذه المعالجة بحلول عملية توضع فوراً موضع التنفيذ، مع مراعاة للظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على مجمل الاوضاع الداخلية والازمات التي تعصف بالداخل والتي أدّت الى التردي الحاصل على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والانمائية ولا سيما منها السياسية.
وتعتقد هذه المصادر ان الاجواء السائدة لا سيما بعد الانتهاء من عملية طرد النصرة من جرود عرسال لكي تنجح الاتصالات بين القوى السياسية والحزبية وتدفع كل الامور التي كانت عالقة على سكة الحل، لا سيما منها الورقة التي اقرت قبل بضعة اسابيع في القصر الجمهوري والتي رسمت خريطة متكاملة لعمل النهوض العام في البلاد، بدءاً بالوضع الاقتصادي المتردي وانتهاء باجتثاث الفساد من كل الدوائر الرسمية خصوصاً وان هناك اجماعاً سياسياً على انه لا يمكن الخروج من الازمات الداخلية الا بعد تطهير الادارة الرسمية من الفاسدين وسد كل زواريب هدر المال العام.