Site icon IMLebanon

المعبر الإلزامي للإنقاذ: الإعتدال  مع زعيم الإعتدال

يدخلُ مندسٌّ بين الجموع، وبدلاً من أن يُلقي قناني فارغة أو البندورة أو البيض، يعمد إلى رمي قنابل أو عبوات في اتجاه القوى الأمنية.

أو يدخل مندسٌّ آخر ويكون مزوداً حزاماً ناسفاً، ويعمد إلى تفجير نفسه بين الجموع.

أو يدخل مندسٌ ثالث، وبدلاً من كتابة تعابير مسيئة يعمد إلى إلقاء مفرقعات أو حتى قنابل، ويتوارى بين الجموع.

الحالات الثلاث الآنفة الذِكر قد تحصل في أي لحظة وفي أي تظاهرة وفي أي اعتصام، فإلى أيِّ مجهول يعمد البعض إلى زجِّ البلد به؟

***

ما سبق، بدأ يتحقق شيءٌ منه:

الأمن العام اللبناني حقَّق إنجازاً أنقذ لبنان من كارثة محققة، إذ أوقف خلية إرهابية إنخرطت في الحراك المدني في العاصمة، واعترفت بأنها هي التي أطلقت شتائم وإهانات.

التحقيقات مع المجموعة مستمرة، ولئلا يسبق أحدٌ التحقيق، وفي الإنتظار، فإن المطلوب لتثبيت الإستقرار هو أن يتفضَّل رئيس الحكومة ويقوم بالخطوات التالية:

الإعلان عن خطة أمنيَّة لتثبيت الإستقرار والتذكير بأنَّ الأولويات هي التالية:

بداية الخروج من هذا المأزق تكون بانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، والقاصي والداني يعرف أنَّ الضوء الأخضر سيأتي من الخارج، لكن أليس لنا كلبنانيين وقفة عزّ مهما كان الثمن؟

ثم بتشكيل حكومة تضع قانوناً جديداً للإنتخابات ويتمُّ تقصير ولاية المجلس الممدد له، لتتم الإنتخابات النيابية وفق القانون الجديد.

***

بعدها الحكومة التي سيتمُّ تشكيلها والتي ستكون حكومة العهد الأولى، ستكون هي الزخم لهذا العهد الجديد، ويُفتَرض أن يكون شعارها الإعتدال ثم الكفاءة، النزاهة والشفافية، والأهم خدمة المواطن المتعطش للدولة، ومَن أكثر جدارة من الرئيس سعد الحريري ليُترجِم هذا الشعار ويجعله خارطة طريق؟

***

ليس خافياً أنَّ لا إمكانية للخروج من هذه الدوامة إلا بالإعتدال، كما ليس خافياً أنَّ الغياب القسري والقهري للرئيس الحريري عن لبنان تسبَّب بالكثير من الفراغات، لكن عودته سيكون من شأنها تعويض ما فات من ضمن مسار وخارطة طريق تؤدي إلى الإستقرار وتُزيل من الأذهان هذه الصبيانيات التي تمعن في ضرب صورة البلد.

والذين يقومون بما يقومون به اليوم، سواء على الأرض أو على الشاشات، لماذا لم يتحركوا في 25 أيار 2014 في اليوم الأول على الشغور الرئاسي؟

لماذا لم يتحركوا أمام مجلس النواب حين مدَّد لنفسه؟

إذا كانوا يلومون وزير البيئة على التأخر في معالجة ملف النفايات، ألا يحقُّ لأحد أن يلومهم لأنهم تأخروا في الحِراك؟

ربما ما بدأ يتكشَّف من تحقيقات الأمن العام يمكن أن يجيب عن هذه الأسئلة. وربما ما غرَّد به النائب وليد جنبلاط على تويتر يعكس عيِّنة من هذه المخاوف إذ قال:

إنَّ هذه الفوضى المنظمة التي تستعملها بعض من وسائل الإعلام في تحطيم الدولة والمؤسسات، قد تكون لحدث كبير خارج معرفة البعض، على الأقل لحدث أمني يدمر البلاد، لذلك انتبهوا على لعبة الدول من تدمير لبنان تحت شعار النفايات.

***

بعد هذا الكلام، يُفتَرض أن يكون المسار الواقعي للتطورات قد تقدَّم على المسار الفوضوي الذي لا يوصِل سوى إلى الدمار.