يكتسب إجتماع منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية المنعقد في الكويت أهمية كبيرة وحاسمة، لأنه يأتي على مفترقات حسّاسة ودقيقة وربما مصيرية بالنسبة الى كل دول العالم الاسلامي، ليس في منطقتنا فحسب بل في كل مكان تقريباً .
ومن الواضح ان ما يجري في المنطقة العربية من صراع دموي بغيض، بات يدور على حافة هاوية حرب إسلامية مذهبية كبرى، وانه تصاعد الى حدود فاجعة فلم يعد يشكّل نوعاً من الإستدعاء لزجّ المسلمين في أصقاع العالم في هذا الصراع المتصاعد، بل صار يشكّل تورطاً وتوريطاً ايضاً لعناصر مذهبية في هذا الصراع.
وليس خافياً ان تنظيم “داعش” يجنّد الكثيرين من خارج المنطقة في مشروعه التدميري الإرهابي العبثي القاتل في سوريا والعراق، كذلك فإن الذين صنعوا “داعش” اصلاً في سوريا والعراق باتوا يجنّدون الكثيرين في المنطقة ومن الخارج في مشروعهم التوسعي ومحاولتهم للهيمنة على الإقليم!
وإذا كان الاجتماع ينعقد تحت عنوان “الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب”، فلقد إختار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ان يفتتحه بصرخة مدوية الى كل العالم الاسلامي حذّر فيها من ان الإرهاب الذي خطف الإسلام ويحاول زجّه في الكراهيات الطائفية والبغضاء المذهبية، ليس في الواقع سوى مؤامرة خطرة وخبيثة ومتمادية، تعمل على تقسيم الأمة الاسلامية فرقاً وأحزاباً متناحرة تقاتل بعضها بعضاً بأسم الدين، وهو ما يعانيه عدد من بلداننا وما ينعكس كما هو ظاهر صراعات مدمرة وسفكاً للدماء وتدميراً للمجتعات.
في مواجهة كل هذا دعا الشيخ صباح الى العمل لمضاعفة الجهود ووضع حدٍ للصراعات والنزاعات التي تشهدها بعض الدول الاسلامية، مؤكداً ضرورة إلحاق الهزيمة بتنظيم “داعش” الذي يحاول تقويض أمن العراق وإستقراره، وان الكويت تقف الى جانب العراق داعمة أمنه وسيادته ووحدة اراضيه.
ولأن ما يجري في اليمن يمثّل فصلاً من فصول هذا الصراع، تعمّد أمير الكويت التأكيد ان عمليات التحالف العسكرية ضد الميليشيات الحوثية، جاءت بعدما هددت أمن دول الخليج واستقرارها. وليس خافياً في هذا السياق ان الحوثيين بدعم وتشجيع من ايران أستولوا على السلطة الشرعية بالقوة العسكرية، بعدما نقضوا كل التعهدات بموجب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وهي المبادرة التي تبنتها الأمم المتحدة كما هو معروف.
“الإرهاب والتطرف والطائفية” انها ثلاثية المخاطر الكبيرة التي تتهدد العالم الإسلامي من اقصاه الى أقصاه، والتي تختصر في الواقع كل المآسي والجرائم التي تعصف في عدد من بلدان المنطقة، ولهذا كانت صرخة الشيخ صباح في منظمة التعاون الاسلامي التي يفترض ان تعمل على تحرير الاسلام من خاطفيه الإرهابيين!