حرب صامتة تدور بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» وقد تصل الى حرب جديدة بينهما، وهذه المرة سياسيا وانتخابيا، وبدأت تظهر خلافاتهما الى العلن حول الاداء في الحكومة، حيث يصوّب وزراء القوات على وزراء «التيار الحر» لا سيما في وزارة الطاقة واحد ملفاتها الكهرباء.
وبالرغم من رفع شعار «اوعا خيك» بعد ورقة التفاهم بين الطرفين في معراب، الا ان «الاخوة – الاعداء» بدأوا يختلفون على اقتسام «الارث المسيحي» الذي يحاولون حصره فيهما، دون باقي الاخوة، وفق مصدر سياسي مسيحي مطلع على ملف العلاقة بين القوات والتيار، اذ يشير الى ان التوتر بدأ بينهما مع تشكيل الحكومة الاولى للعهد، وكان الاتفاق ان يتقاسما المقاعد الوزارية، دون باقي المكونات السياسية المسيحية، فدخل «تيار المردة» وحصل على حقيبة وزارة الاشغال ولم تتمكن منها «القوات اللبنانية» التي لم تلق نصيرا الى جانبها، وتخلى عنها «الحليف الجديد» الذي فرضت ظروف معركة رئاسة الجمهورية ان يتفقا على ابعاد النائب سليمان فرنجية من الوصول اليها، وقد تأمنت له الاكثرية النيابية.
فرئىس «التيار الوطني الحر» فتح مبكرا معركة رئاسة الجمهورية، من خلال الحصول على كتلة نيابية كبيرة، يتوقع هو ان تكون بحدود 40 نائبا، كما تشير المصادر فيقدم افكارا واقتراحات لقوانين انتخابية، تؤمن 56 نائبا كحد اقصى للمسيحيين و52 كحد ادنى، ولا يقبل ان ينخفض العدد الى ما دون لتأمين المناصفة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، حيث يعطي القوات ما بين 12 و16 نائبا، وهذا ما ترفضه وتعتبر ان حضورها الشعبي المسيحي هو اكبر حجما من «التيار الحر» وقد ازداد في السنوات الاخيرة في صفوف الطلاب والشباب، ولا يمكن الا ان تحصد نصف المقاعد المسيحية مع «التيار الحر» الذي يقول رئىسه الوزير جبران باسيل في مجالسه بأننا نعطي القوات كتلة نيابية مضاعفة عن حجمها الحالي اي بزيادة من 8 نواب الى 16 نائبا وعمليا من خمسة نواب، فكيف لا تحصل على حقوقها.
لكن حسابات باسيل هي رئاسة الجمهورية كما كشف النائب فرنجية تؤكد المصادر التي تشير الى ان رئىس الجمهورية العماد ميشال عون يعلن في كتابه الذي صدر مؤخرا بأن ربحه لمعركة الانتخابات النيابية وحصوله على كتلة وازنة هو الذي اوصله الى رئاسة الجمهورية، كمرشح طبيعي لها، كما في مواقع السلطة الاخرى في رئاستي مجلس النواب والحكومة، وهو الشعار الذي رفع في اثناء «الكباش السياسي» حول الانتخابات الرئاسية، بأن المطلوب هو وصول «الرئىس المسيحي القوي» الذي له تمثيل في طائفته، وهو السيناريو نفسه الذي يحاول ان يكرره الوزير باسيل مع الانتخابات النيابية الحالية التي يريد لها قانونا يؤمن له «الثلث المعطل» في مجلس النواب، ويفرض نفسه رئىسا للجمهورية، وهو ما ضايق رئىس حزب القوات سمير جعجع الذي يعتبر نفسه المرشح المسيحي الطبيعي بعد عون بما يمثل، في حين يرى باسيل انه الوريث الرئاسي بعد العماد عون، دون ان يدركا، ان النائب فرنجية هو المرشح الاول الطبيعي بعد الرئيس عون، وكاد ان يصل الى رئاسة الجمهورية ونال تأييداً داخلياً لبنانياً ودعماً عربياً ودولياً، وحال دون ذلك الاخلاق التي ادخلها «حزب الله» في معركة رئاسة الجمهورية، والوعد الذي قطعه امينه العام السيد حسن نصرالله، بان عون هو مرشحنا لرئاسة الجمهورية ونقطة على السطر.
فالرئاسة الاولى فتحت باكراً من بوابة الانتخابات النيابية، ومعها عادت معركة الالغاء بين الحلفاء الجدد والقدامى مسيحياً، وما معركة الكهرباء الا من ضمن ادوات الحرب بين «القوات والتيار الحر»، كما في ترشيح فادي سعد في البترون دون التشاور بين «الحليفين» والذي رد عليه باسيل بترشيح ادي معلوف في المتن الشمالي، فبدأ الاخ يضرب الكفوف لاخيه، في توصيف لما يجري بين الاخوين غير الشقيقين، حيث تعلن المصادر بان فتح موضوع الكهرباء والتشكيك الذي اوحته القوات حول التلزيمات دون المرور بادارة المناقصات، ضرب لمشروع «الاصلاح والتغيير»، وبانه سقط في اول امتحان الكهرباء في البواخر والمعامل، في وقت يجري تقديم صورة جميلة عن اداء وزراء «القوات اللبنانية» وشفافيتهم لجهة وقف هدر المال العام، والتوظيف السياسي في الادارات، وان فتح الباب لتعيين مجلس ادارة لتلفزيون لبنان، من قبل وزير الاعلام ملحم رياشي، واعتماد الكفاءة دون المحسوبية السياسية، يكشف عن الاداء الجيد في الادارة.