IMLebanon

«التيار» لـ«القوات»: «موقفكم فاجأنا!»

 

يترقّب اللبنانيون اللقاءَ المفترَض بين الحليفَين «الاستراتيجيَين» رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجج، فيما يطرح عدم حصوله حتى اللحظة تساؤلاتٍ وفرضيات عدة، أبرزُها ما قيلَ أو ما يُشاع عن «تقارير سرّية قوّاتية إخبارية معترضة على السلوك الحريري في لبنان، سُرّبَت إلى السعودية وتَرافقت مع حملات تحريضية مكثّفة إثرَ عودةِ الحريري إلى لبنان، قادها حسبَ البعض، خصومُ حزبِ القوات التاريخيّون، كذلك الحلفاء الحاليّون المفترضون الذين حاوَلوا صبَّ الزيتِ على النار للإمعان في إحداثِ خرقٍ ثابت في علاقة الحريري – جعجع واستطراداً «القوات»- «المستقبل».

وفي هذا السياق كشفَت مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» أنّ «موقفَ القوات اللبنانية إثرَ استقالة الحريري جاء مستغرَباً ويدعو للتساؤل، سيّما بعدما كشَفت «القوات» عن نواياها ولم تخفِ الأمر، وخصوصاً حين أكّدت على نهائية استقالة الحريري مع تأييدِها الكامل لموقفه، في الوقت الذي استنكرَت فيه الدولة اللبنانية بموقفها الرسمي هذه الاستقالة.

وتؤكّد المصادر أنه «في الوقت الذي استهجَنت فيه الدولة اللبنانية التعاملَ المتعالي مع سيادة لبنان وحاولت ثنيَ الحريري عن الاستقالة وعملت بجهدٍ داخلي وخارجيّ للإقناع بأنّها جاءت بالإكراه وحاولت بشتّى الطرقِ والوسائل الإثباتَ للمجتمع الدولي أنّ الاستقالة باطلةٌ وقام بها الحريري مكرَهاً، وفي الوقت الذي سعَت الدولة اللبنانية وبكلّ ما أوتيَت مِن قوّة داخليّاً وإقليميّاً للقيام بأقصى ما يمكنها لإرجاع الحريري إلى لبنان وعن الاستقالة، كانت القوات تفاجئ الجميع في المقلب الآخر وتصِرّ على أنّ الاستقالة كانت موجِبة وضرورية، وحصولُها كان يجب أن يتمّ منذ زمنٍ طويل وليس اليوم، واعتبَرت أيضاً أنّ الحريري تأخَّر لتقديم استقالته. وفي الوقت نفسِه جزَمت «القوات» للّبنانيين المتأمّلين بعودةٍ مظفّرة للحريري بأنّ هذه الاستقالة نهائية ولا أملَ بالرجوع عنها».

وشدّدت المصادر على أنّ أنصار الحريري ومحبّيه توقّعوا موقفاً قواتيّاً مغايراً للواقع، كما توقّعوا أيضاً أن تقفَ القوات إلى يمين الدولة اللبنانية وتسندها لِما تُمثّل، وليس فقط لأنّ الحريري حليفُها السياسي! إلّا أنّ القوات لم تكتفِ بعدم الوقوف معهما بل كشَفت بنفسِها عن نفسها».

وكشَفت المصادر أيضاً عن وجود تقارير سرّية قواتية معترِضة على الحركة الحريرية، وقد وصَلت إلى المملكة وكان من شأنها تأزيمُ صورةِ الحريري، وساهمَت في توسيع الهوّةِ واشتداد الأزمة. بالإضافة إلى الدور الذي لعبَته القوات بإصرارها على حثِّ الحريري لعدمِ التراجعِ عن الاستقالة كان مشبوهاً وغيرَ عادلٍ ولم يتضمّن رؤيةً سياسية، موضحةً أنّ «الأمور التي علمناها والإثباتات كثيرةٌ، غير أنّنا لسنا بوارد خلقِ أزماتٍ جديدة، احتراماً لأمورٍ كثيرة… .»

المستقبل – التيار الوطني

عن علاقة «التيار الوطني الحرّ» مع تيار «المستقبل» تقول مصادر «التيار الوطني الحر» إنّ العلاقة اليوم متلاحمة أكثرَ مِن أيّ وقتٍ مضى. وعند الاستفسار عمّا إذا أصبحَت وثيقةً لدرجةٍ متوازية لوثيقة مار مخايل (حزب الله – التيار الوطني الحر) تلفتُ المصادر نفسُها إلى أنّ «التشبيه ليس بهاجسٍ لدى التيار الوطني الحر، إنّما المؤكّد في صفوف أنصاره شعورُهم وثِقتُهم بأنّ أواصرَ اللحمةِ تشتدّ بين «المستقبل» و«التيّار الوطني الحر» إلى أقصى درجة، لا سيّما بعد الجهد المكّوكي المميّز الذي أظهرَه تحرُّك رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل، بحيث استطاع انتزاع مواعيدَ مِن رؤساء ووزراء خارجية في مدّة لا تتجاوز سبعة أيام، وأظهَر اندفاعاً لم يتوقّعه البعض، فشهد له خصومُه السياسيون قبل الحلفاء. فيما لفَتت المصادر إلى أنّ الحريري والمخلِصين في تيار «المستقبل» ثمّنوا موقفَه غالياً.

وبالإضافة إلى حديثها عن المخلصين في تيّار «المستقبل» عرّجَت المصادر في الوقت نفسه على الذين طعَنوا الحريري في تيّار «المستقبل» نفسِه، مشيرةً إلى وجود مجموعات قيادية في تيار المستقبل غَدرت أيضاً بالحريري، وهو يَعرفهم فرداً فرداً، ومكشوفون، وهم من كشَفوا عن أنفسِهم بأنفسهم في ما يُطلَق على الجبهة المعترضة على حركة الحريري، حسب المصادر، تسمية «السبهانيين اللبنانيين».