IMLebanon

لعنة التاريخ ومزبلته

 

 

حلّق الدولار الأميركي، أمس، يوم الاثنين الواقع فيه العاشر من شهر كانون الثاني من العام الميلادي2020، (وهو يوم تاريخي بكل ما للكلمة من معنى) فوق الثلاثين ألف ليرة…  بل تجاوزت وحدة الورقة الخضراء الواحد والثلاثين ألف ليرة لبنانية. فمن يصدّق أن مثل هذه القفزات الجنونية هي في سياق طبيعي، وليست متعمدة، لدفع  مَن تبقى من مالكي القدرة على التفكير بين اللبنانيين، إلى حدود الكفر والجنون؟!.

 

فبأي منطق، يا سيدي، أو بأي لا منطق، يحصل هذا الانهيار المالي المروّع؟!.

 

قيل لنا إن رفع الدعم عن السلع، على أنواعها، سيؤدي، حتماً، إلى التراجع في ارتفاع سعر الدولار، أو أقله إلى وقفه حيث كان  عندما رُفع الدعم، والنتيجة ما نراه ونلمسه وتكوينا نارُه! علماً أن رفع الدعم لم يُقْتَصَرْ على الكماليات، إنما شمل الأساسيات فطاول الغذاء والدواء والمحروقات…

 

وقيل لنا: ألّفوا الحكومة وسيتدحرج الدولار نزولاً…

 

وقيل وقيل وقيل الكثير والأكثر… وثبت أن هذا كله هراء وثرثرات فارغة وغرغرة حناجر، وحسب!

 

عبثاً نناشد المنظمات والهيئات الأممية والدولية، وعبثاً نتوسل الدول كبيرها والصغير، الصديق والقريب والأسباب معروفة… وعبثاً أيضاً وأيضاً أن ندعو المسؤولين إلى أن يفعلوا شيئاً إزاء هذه الحرب التي تُشنُّ على الشعب اللبناني بأسلحة التجويع والقهر والإذلال… وكذلك عبثاً نخاطب المزعومين ثواراً، وقد شمّ أصحاب المرتبات فيهم رائحة الانتخابات النيابية فلعب الفار في أعبابهم (…).

 

أجل! لن نتوسل، ولن نناشد ولن نخاطب أحداً ممّن ذكرنا أعلاه، وحتى مَن لم نذكر. فقط نقول: إن لعنة التاريخ تُطارد، ومزبلته لا تزال على سعة وترحيب.