IMLebanon

دوامة الانتخابات الرئاسية؟!  

ايام قليلة تفصلنا عن الثامن والعشرين من ايلول الجاري، موعد الانتخابات الرئاسية، من غير ان تتوضح الرؤية بالنسبة الى من يمكن ان يكون رئيسا جديدا للجمهورية، لان الاحوال ذات العلاقة بالموضوع لا تزال تدور في حلقة مفرغة، بدليل فشل كل المساعي الرامية الى تقديم فكرة «رئيس عتيد» عما عداها من افكار لا يمكن ان تبصر النور طالما ان الدوامة الرئاسية لا تزال على ما هي عليه، لاسيما ان المرشحين الى الان غير قادرين على اقناع الغالبية بانتخابهم، بما في ذلك تأمين الحضور النيابي في جلسة الانتخاب؟!

لقد تردد في ما سبق من مناقشات ان الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد، وكأن المجلس النيابي غير مؤهل لان يفتح ابوابه لانتخاب الرئيس العتيد لعدة اعتبارات في مقدمها، ان الجلسة ستفتقر الى النصاب التقليدي من غير حاجة الى كثير عناء لمعرفة الاسباب التي تحول دون ذلك وهذا عائد الى تمسك الاكثريتين المقاطعتين لانتخاب واحد من المرشحين الجديين، رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لان مقاطعة جلسة الانتخاب تستهدف عدم انعقاد الجلسة، لكسر الروتين النيابي او لان الاكثرية ليست في مجال دعم هذا المرشح او ذاك؟

يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري، انه ليس في صدد الكشف عما سبق للساحة السياسية ان عانت منه، بالنسبة لهذا المرشح او ذاك، كي لا يزيد الامور تعقيدا، حيث ثمة مواقف من الصعب التستر عليها من غير حاجة الى مزيد من التباين الذي جعل من كل فريق عقدة في حد ذاتها، حتى وان كان المقصود تجنب تسمية الاشياء باسمائها او باسرارها التي تعني بعض مراحل الازمة من امور وقضايا شخصية محصورة معرفتها بمن عانى الامرين جراء فشله في تقريب وجهات النظر التي تجمع اكثر مما تفرق، وهذا ينطبق على الخصوصية السياسية لهذا المرشح اكثر من سواه؟!

وما يصح التوقف عنده، ان معلومات الرئيس نبيه بري في هذا الصدد لها علاقة بالمرشحين عون وفرنجية، فيما تقول اوساط مطلعة ان رئيس مجلس النواب قادر على لعب ورقة النصاب، لكنه لا يريد ذلك، حيث لم تتأمن الرغبة الى الان في انتخاب الرئيس العتيد، والعكس صحيح بالنسبة الى الذين يعتمدون التعقيد كي لا يأتي الرئيس بصورة طبيعية وتلقائية من بين حصر الترشيح بأثنين من قوى 8 اذار، مع العلم ان قدرات 14 اذار وحدها لا تفي بالغرض السياسي، من غير حاجة الى من يمهد الطريق امام اجراء الانتخابات بشكل طبيعي؟!

وطالما ان قوى 14 اذار متمسكة بترشيح فرنجية (…) فيما يتمسك حزب الله والتيار الوطني والقوات اللبنانية بترشيح عون، فان مجالات التواصل بين الجانبين لن يكتب لها النجاح بما يؤمن النصاب النيابي. وفي الحالين لن يكون انتخاب ولن يكون رئيس مهما زادت اعداد الدعوة الى جلسات نيابية يفهم منها ان قد تكون قادرة على اجتراح اعجوبة بحجم انتخاب رئيس، من غير حاجة الى مزيد من التورط السياسي خارج الاطار المعهود بحسب ما هو معروف او بحسب ما هو مرغوب، قبل ان تتضح الرغبة بانتخاب رئيس من بين عون وفرنجية (…)

ان الذين من هذا الرأي يرون ان لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية طالما بقيت الاحوال السياسية على ما هي عليه من جمود في المساعي الرامية الى احداث انقلاب في المواقع والمواقف، الى حد استمرار الاتهام المتبادل بين من يريد الانتخابات وبين من يرفضها، الى حد القول ان مشكلتنا ناجمة عن رفض ايراني – سعودي متبادل  القصد منه الاصرار على احد المرشحين: ايران داعمة لحزب الله بالنسبة الى تأييد ترشيح العماد عون – والسعودية غير داعمة لحزب الله بالنسبة الى تأييد النائب فرنجية. وهذه الدوامة مرشحة لان تستمر طويلا ومعها ازمة الانتخابات الرئاسية؟!

صحيح ان المشهد الخارجي لا يشجع على توقع حدوث تغيير في مواقف الداخل، الى الحد الذي يسمح بالقول ان انتخاب رئيس للجمهورية اصبح في علم الغيب، من غير حاجة الى المزيد من المؤثرات الاجنبية من النوع القائل ان اللبنانيين منقسمون بين استحالتين: الاولى عدم قدرة النواب على تأمين النصاب. اما الاستحالة الثانية فانها تكمن في رفض اي فريق تقديم تنازلات يفهم منها ان الرئيس العتيد اصبح في متناول هذا الطرف او ذاك، خصوصا ان الطرفين المشار اليهما دخلا مرحلة التعقيد المتبادل من غير حاجة الى الدخول في تفاصيل واعتبارات تمنع انتخاب رئيس (…).