IMLebanon

ثلاثة أهداف “إسرائيليّة” في عمليّة دمشق وهذا الشكل المتوقع للردّ الإيراني 

 

 

 

 

ليس تفصيلاً أن يقوم العدو الإسرائيلي باستهداف مبنى القنصلية الإيرانية، فيقتل جنرالات الحرس الثوري العاملة بين إيران وسوريا ولبنان، ويتعمد عدم إصابة السفير الإيراني وأي من عائلته، فهو من جهة يكون قد نفّذ عملية الاغتيال الأهم والأكبر منذ قيام الولايات المتحدة الأميركية باغتيال الجنرال قاسم سليماني، ومن جهة أخرى يدّعي عدم خرقه القوانين الديبلوماسية الدولية.

 

من حيث الشكل، يمكن القول أن الاغتيال ليس جديداً وحرب الاغتيالات مستمرة نفسها، منذ ما قبل 7 تشرين الأول العام الماضي وما بعده أيضاً، سواء كان في لبنان أم في سوريا أو في العراق، ولكن من حيث المضمون فإن هذه الضربة “الاسرائيلية” كانت تهدف لأكثر من هدف، وهذا تفصيل لهذه الأهداف:

 

– الهدف الأول والطبيعي هو عسكري، يتمثل باغتيال جنرال إيراني بارز جداً في عمله، وداعم أساسي للمقاومات في المنطقة على رأسها المقاومة الفلسطينية، كما يشكل امتداداً لمسار بدأ مع الجنرال قاسم سليماني، وهو المعين حديثاً في مسؤولية كبيرة جداً.

 

– الهدف الثاني: توجيه رسالة دموية كبيرة الى الجمهورية الإسلامية ومعها الولايات المتحدة الأميركية، فالعدو يحاول اليوم القيام بمثل ما حاول القيام به عامي 2014 و2015 قبل توقيع الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية، و”إسرائيل” تشعر اليوم بأن التفاوض الأميركي – الإيراني المستمر رغم الحرب لن يكون في صالحها، لذلك كان القرار بضربات ترفع وتيرة التصعيد في المنطقة، بما يمسّ طهران بشكل مباشر، فـ “الإسرائيلي” بشكل عام ونتانياهو بشكل خاص من أشد الراغبين بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة الى طهران.

 

– الهدف الثالث: يأتي في سياق محاولات نتانياهو المستمرة بإدخال المنطقة في الحرب الشاملة، لأهداف خاصة تتعلق به وبحزبه والأزمات داخل الكيان “الاسرائيلي”، وجعلها “ميني” حرب عالمية تدخلها أميركا وبريطانيا، وبعض الدول الاوروبية ربما، ضد إيران وكل حلفائها في المنطقة، وهذه الحرب التي تحاول إيران تفاديها منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول من العام الماضي، وتحاول أميركا تجنبها لكونها ستعني حرب استنزاف طويلة تُبعدها عن الحروب الأساسية التي تخوضها أميركا مع روسيا ومع الصين.

 

وفي هذا السياق، أيضاً يأتي التأكيد الأميركي للإيرانيين بأن واشنطن لم تكن على علاقة إطلاقاً بالعدوان الاسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية.

 

لا شكّ تُحرج الضربة “الاسرائيلية” القيادة السياسية والعسكرية في إيران، وفي تقدير مراكز “إسرائيلية” فإن حجم الضربة ومكانها يجعلان الرد الإيراني حتميّ، إذ لا يمكن لطهران أن تسكت على هذه الضربة، ولكن حجم الرد سيحدد اذا كان سيحفظ ماء وجه إيران، أم سيساهم بضرب صورتها وهيبتها التي استهدفتها “اسرائيل” خلال الضربة الأخيرة في دمشق.

 

تمتاز السياسية الإيرانية بالصبر، ففي طهران نقاش جدي حول طبيعة الرد، وبنفس الوقت كيفية عدم منح نتانياهو أوراقا تساهم بتحقيق أهدافه من الضربة، فهذه السياسة يستخدمها المحور ككلّ، إذ يعتبر أن إفشال أهداف العدو يعدّ هزيمة له، لذلك سيكون الرد على الضربة “الاسرائيلية” بحال حصل كما يتوقع “اسرائيليون” ويؤكد إيرانيون، أقل من فتح حرب واسعة وشاملة، رغم أن هذه الحرب باتت ما يتمناه مناصرو إيران وحركات المقاومة، وبنفس الوقت سيتضمن الرد تفاصيل أخرى لها علاقة بإفشال الاهداف الأخرى للعدوان، ومنها تكثيف العمليات العسكرية ضد “اسرائيل”، واستمرار وتفعيل وتسريع عملية تسليح وتجهيز قوى المقاومة من فلسطين الى لبنان مروراً بالعراق وسوريا.