Site icon IMLebanon

إعادة العلاقات مع نظام دمشق

 

تسلّل ملف إعادة العلاقات مع النظام الأسدي الى الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء. هذه المرة من خلفية اقتصادية ضمن نقاش الموازنة والإصلاحات وضرورة تنشيط الاقتصاد ومعالجة العجز في ميزان المدفوعات وتأمين العملة الصعبة، مع شرح من الوزير محمد فنيش لانعكاس فتح معبر البوكمال بين سوريا والعراق كمعطىً يجب على الحكومة التعامل معه.

 

صحيح أن السجال رافق هذا الطرح ليطوى الملف إلى حين. لكن مع تفاقم الأزمات المتلاحقة للوقود والدواء والرغيف وافتقاد الدولار في الليالي الظلماء، لن تتأخر العودة الى ضرورة تطوير العلاقات الخاصة بين بعض الوزراء والنظام السوري وتحريرها وصولاً الى علاقات رسمية باسم الحكومة والدولة اللبنانية، وهذه المرة من البوابة الاقتصادية في خطوة نوعية لإنقاذ لبنان من الانهيار الشامل والكامل.

 

أن يصبح طرح إعادة العلاقات مع النظام المذكور مسألة اقتصادية صرفة، فهذا من أدهى دواهي العمل الممانع الذي يحدد أهدافه ويضعها على السكة ويشتغلها بنفس طويل وحرص على التفاصيل.

 

شغل معلم هذا الدهاء الذي يجتهد لتتحول الاولويات الى الضرورة الانقاذية القصوى.

 

الملف على الاجندة وهو لم يغادرها. يخرج من الباب ليعود من الشباك. يتسلل كاللصوص ليجر الكيان اللبناني أكثر فأكثر الى حيث يرسم له محور الممانعة مستقره.

 

معبر البوكمال الذي يكلف كل شاحنة لبنانية لنقل بضائعها الى العراق أربعة آلاف دولار يصبح في القاموس الممانع معطىً يجب على الحكومة التعامل معه. بالطبع من دون المطالبة بمعاملة ندية، على اعتبار اننا أصحاب الحاجة لأن هناك من دكّ مداميك الاقتصاد بحيث يتطلب وضعنا السيئ التواصل والتنسيق مع الشقيقة اللدودة. وإلا يفوت الأوان ونصل الى المحظور.

 

قبل ذلك كان طرح جدوى إعادة العلاقات لمنع التهريب، وقبلها عودة النازحين. مع العلم ان علاج المسألتين لا يحتاج الا الى قرار من النظام الأسدي الممعن في استكمال خطة التغيير الديموغرافي ليلغي الأكثرية السنية التي لا يعرف متى تعود وتنفجر في وجهه. بالتالي القضاء عليها قتلاً وتهجيراً أسلم لبقائه ونجاح المحور الذي يشغله في استراتيجيته الإقليمية والى توافق بين المسيطرين على الحدود من الجهتين لتنظيم سبل التهريب بما يرضي المهربين ولا يفتك بالخزينة.

 

بناء على ما سبق: ليس صدفة تحويل لبنان من مكان لجذب الاعمال الى مسرح للصراع السياسي الإقليمي وساحة للعقوبات الدولية لتهرب الاستثمارات العربية وغيرها، بحيث لا يعود أمام هذا البلد الا حضن نظام دمشق كبوابة وواجهة للهيمنة الإيرانية على المنطقة من طهران الى بيروت.

عن جد شغل معلم.