Site icon IMLebanon

الستاتيكو القاتل  

 

من يكسر هذا الجمود القاتل على مستوى تشكيل الحكومة؟

 

ومن المتضرر؟

ومن المستفيد منه؟

أمّا المتضررون فهم:

أولاً – لا شك في أن عهد الرئيس العماد ميشال عون هو في طليعة المتضررين. لقد إمتاز هذا العهد في بدايته بسلسلة خطوات إيجابية عديدة عبّرت عن ذاتها بذاتها. من أبرزها: إجراء الإنتخابات النيابية العامة والإنتخابات البلدية، وإقرار قانون حق المنتشرين والمتحدرين في إستعادة جنسيتهم اللبنانية. وإقرار الموازنة العامة. وتحقيق النصر الكبير في عملية «فجر الجرود» العسكرية التي إجتثت الإرهاب من جذوره في الجرود. وإقرار مراسيم النفط والغاز (…) الى ما هنالك من تطورات أعطت زخماً لإنطلاقة العهد في سنته الأولى.

ثم كان التكليف لتأليف الحكومة. فكان التعثر الكبير الذي يأخذ المزيد من خطورته كون رئيس الجمهورية قال إن عهده يبدأ «فعلياً» بعد تشكيل الحكومة المرتقبة، لأن حكومة الرئيس سعد الحريري المستقيلة كانت معتبرة (مبدئياً) حكومة إجراء الإنتخابات النيابية.

وبالتالي فإنّ العهد لم يبدأ، بعد، عمليا على حدّ التوصيف الذي أطلقه سيد العهد نفسه. والضرر الآخر هو ما يلازم هذا الجمود في التأليف من آراء، بعضها مصيب، وخلاصتها أنّ «الرئيس القوي» ليس قوياً في مواجهة الأزمة الحكومية لجهة حلّ عقدها وتجاوز مطباتها وإصدار مراسيم تشكيلها، والناس لا يهمها ما يتناول الصلاحيات والقدرات. فقد رسمت صورة للرئيس القوي والناس ضنينة بهذه الصورة ولا تريد أن ترى ملامحها تزول وألوانها تنصل.

ثانياً – ولا شك كذلك في أنّ الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري هو أيضاً متضرر في المبدأ لأن المنطق يقول بأنّ التكليف هو باب التأليف وليس لأي أمر آخر. وكما بالنسبة الى سيد العهد كذلك بالنسبة الى رئيس الحكومة فالناس لا تريد أن تتوقف عند الصعوبات والعراقيل والتعجيز والشروط والشروط المضادة. فقط تريد أن ترى الحريري على رأس حكومة طبيعية تنال ثقة مجلس النواب وتطلق ورشة عمل كم يبدو لبنان في حاجة إليها. وليس صحيحاً أنّ اللبنانيين لا يعرفون ماذا يجري. وكيف تتبدّل المواقف والإقتناعات والإئتلافات… إنهم يعرفونها من ألفها إلى يائها. ويعرفون كيف كانت المواقف وكيف تبدّلت. ولكنهم معنيون بتشكيل الحكومة. ويعرفون أن الحريري كُلّف ليشكل. لذلك فهم قلقون جداً من هذا التعثر المخيف في التأليف.

ثالثاً – إن لبنان (الدولة والوطن) هو الأكثر تضرراً من هذا الستاتيكو القاتل. والأمر لا يحتاج الى طويل شرح، فشرحه منه وفيه يبدأ في الإقتصاد الذي يعاني معاناة موجعة، ولا ينتهي عند المؤتمرات الدولية التي تحتاج مقرراتها الى حكومة ليتم تنفيذها.

وأما المستفيدون فهم:

أولاً – الشامتون وما أكثرهم!

ثانياً – الفاسدون والمفسدون الذين كانوا فاعلين مع وجود الحكومات السويّة فكيف مع تصريف الأعمال.

ثالثاً – أخصام الأمس الذين صاروا حلفاء اليوم.

رابعاً – حلفاء الأمس الذين صاروا أخصام اليوم.

خامساً – الذين لم يمرّ إنتخاب الجنرال عون رئيساً مروراً مريّاً على قلوبهم.

وأما من يكسر هذا الجمود الخطر جداً؟ فإثنان لا ثالث لهما: يجتمع عون والحريري ويشكلانها !

أليس هذا هو دورهما؟!