IMLebanon

موتُ رَجُلٍ «فتنة» عن ذراع إيران نمر النّمر

يتصاعد غضبُ حسن نصرالله أمين عام حزب الله من كثرة ما تلقّى مشروعه الإيراني من ضربات خلال الأشهر الماضية، في آذار العام الماضي أصابته صاعقة «عاصفة الحزم»، من كثرة ما تحدّث باحتقار عن العرب وهزائمهم ربمّا لم يتصوّر في أكثر كوابيسه الإيرانيّة سوءاً، أنّ المملكة العربيّة السعودية ستضرب رأس الأفعى الإيرانيّة في اليمن، وقبلها ضربها في البحرين ووقف تنفيذها الأجندة الإيرانية.

في خطابه عصر الأحد الماضي تشعر أنّ إيران وقناعها في لبنان حسن نصرالله راهنوا عبر مشروعهم الفتنويّ الطويل على غرق العرب في نيّة عدم خوضهم أيّ حرب، لم يظنّوا للحظة أنّ هذا الأمر قد يحدث، وراهنوا أيضاً على أوهام سطّرتها كتبهم تروي أن موتُ الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو موعد ظهور المهدي الإيراني، وأنّ موت الملك عبدالله هو نهاية الحكم السعودي وأنّ أمراءهم سيتذابحون، وعلى هذا كنّا نراهم يتبادلون التهاني عبر مواقع التواصل الإجتماعي حتى جاءهم الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّي عهده، ومع هذا ظلّوا على ضلالهم حتى ضرب التحالف العربي الحوثيين وانقلابهم على الحكم ومخططهم لاحتلال باب المندب لصالح إيران!!

قد يأخذ موضوع إعدام نمر باقر النّمر حيّز جدلٍ صغير ما بين مؤيد أو رافض لعقوبة الإعدام بالمطلق وبمعزلٍ عن النّمر، ولكن ما يعنينا هنا دور النّمر «أسد القطيف الذي فضح أبو بكر وعمر وعائشة» كما تدّعي مواقع التواصل الاجتماعي، وبوجود «يوتيوب» لا يحتاج المرء ليسمع من أحد بل يسمع مباشرة من فمِ «الذي لا ينقطع شرّه إلا بقتله»، ومن المعيبِ جداً أن يُضلّل حسن نصرالله سامعيه ويعتبرهم سذّجاً جهلة مدّعياً أنّ «العالم الجليل الشيخ نمر باقر النّمر داعية إصلاح» فيما هو في الحقيقة داعية فتنة كبرى، عدوٌّ لصحابة رسول الله صلوات الله عليه ولأمّنا  عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنه وأرضاها، فكيف يكون داعي الفتنة والعابث بنيرانها داعية إصلاح!!

ومن المعيب أن يستغبي حسن نصرالله سامعيه فيخفي عنهم صبر المملكة العربية السعودية على الشيخ النّمر ودعوته لانفصال مناطق الشيعة عن المملكة في العام 2009، ومن المعيب أن يخفي حسن نصرالله أنّه ومع عدم تجاوب شيعة المنطقة الشرقية السعودية مع دعوة النّمر «المعدوم» كال لهؤلاء الشيعة الكثير من الإهانات من عيار: «أنتم ما عندكم نخوة.. ما عندكم إنسانيّة.. ما عندكم غيرة.. ما تستحوا على وجوهكم..»، أخطأ الملك عبدالله عندما تأخر في إلقاء القبض على الشيخ نمر النمر وتقديمه للمحاكمة حتى 8 تموز 2012، وأقول إنّ استخفاف حكّام السعودية بشتم «النّمر الإيراني» لصحابة رسول الله وأمهات المؤمنين وإفلات الحبل له على الغارب حتى بلغ به الأمر بـ»داعية الإصلاح» مبلغ أن يقول في خطبة مرئيّة: «أنا عندي دعوة للسُنّة، أدعوهم إلى التشيّع، التشيّع هو طريق الجنّة، التشيّع هو باب الحقّ والإسلام الحقيقي»، كان على المسؤولين في المملكة أن يدركوا أن التطاول على كبار الصحابة وأمهات المؤمنين أمر جلل وعظيم ولا يُقاس به التطاول على أمراء السعوديّة أو «آل سعود» كما يسمّيهم «النّمر»، كيف رضيتم وسكتم عن تطاوله على الصحابة وغضبتم لتطاوله على أمير منكم؟!!

ولنعد إلى حسن نصرالله و»داعية الإصلاح» الشيخ «المعدوم» نمر النّمر، أيّ إصلاح يا حضرة الأمين العام تخدع الناس بالحديث عنه، ففي خطبة حملت عنوان «الإنقلاب السياسي على العقيدة بُعيد وفاة الرسول (ص)» تحدّث «العالم الجليل» المستنسخ عنك في السعودية «داعيتُك الإصلاحي» لتنفيذ الأجندة الإيرانية ـ الأميركية لتقسيم المملكة، تحدّث فقال: «أبو بكر وعمر نهبوا واغتصبوا الخلافة من عليّ ومن بعدهم عثمان اغتصبوا الخلافة ومعاوية حارب عليّاً، وعمر جرّ عليّاً من رقبته بالحبال»!! أهذا داعية إصلاح أم داعي فتنة؟! قل لنا بالله عليك، غضبت حميّتك وطار صوابك للذين مسّوا بطهارة استشهاد ولدك هادي ـ رحمه الله ـ وقالوا زوراً وبهتاناً أنّه مات في كباريه، وأنا مثلك غضبت عندما قرأتُ هذه الأكاذيب، أفلا تُريدنا أن نغضب لسادة هذه الأمة وكبرائها وصحابة نبيّها؟! ألا تخجلون من إهانة «حيدرة الكرّار» الإمام عليّ «أسُد الله الغالب» أنّ عمر جرّه من رقبته في الحبال؟! ألا تغضب لهذه الإهانة، ألا تخجلون من الكذب على رسول الله وأهل بيته؟!

وبالله عليك قل لنا كيف يكون عالماً جليلاً وداعية إصلاح هذا «المعدوم» عندما يقول: «هذه مؤامرة محبوكة، هذا كلّه في كتبهم [كتب السُنّة] مو كم واحد ما دفعوا الزكاة قالوا رِدَّة، هذي لعبة، في ناس ما دفعوا الزكاة في عهد الرسول، ما حاربهم الرّسول [بغضب شديد يقول النّمر] وما أمر بحربهم»، قلي بربّك يا أبا هادي، هل نُصدق «داعي الفتنة» نمر النّمر أم أصدّق الإمام علي في نهج البلاغة: «ذكر السيد محمد باقر الصدر في كتاب فدك في التاريخ: «إنّ عليا الذي رباه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وربى الاسلام معه – فكانا ولديه العزيزين – كان يشعر بإخوته لهذا الاسلام . وقد دفعه هذا الشعور إلى افتداء أخيه بكل شيء حتى اشترك في حروب الردة التي أعلنها المسلمون»، وحروب الرِّدَّة تُطلق على من منعوا الزكاه ومنهم من ادعى النبوة ومنهم مسيلمة الكذاب وسِجاح وحاربهم الصدّيق أبو بكر رضي الله عنه، وهو مع صاحبه رسول الله ثاني اثنين إذ هما في الغار..».

قل لي يا حضرة الأمين العام من أصدّق رجل الفتنة الذي قتله الله ليحمي منه أرض الحرمين الشريفين، أم أصدّق الإمام عليّ باب مدينة علم رسول الله في نهج البلاغة وهو يقول كرّم الله وجهه: «فأمسكتُ يدي حتى رأيتُ راجعةَ الناسِ قد رجعتْ عن الإسلام، يدعون إلى مَحْقِ دينِ محمد (صلى الله عليه وآله) فخشيتُ إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم» [الشريف الرضي، نهج البلاغة، الكتاب 62].

كفى تضليلاً للنّاس، كفى تعميةً على الفتن، كفى تزويراً لتاريخ المسلمين وإهانة مشاعرهم، كان على المملكة أن تعدم نمر النمر في العام 2009 منذ دعوته لانفصال المنطقة الشرقيّة عنها، ونسأل الله أن يكون حكّام المملكة قد تعلّموا الدّرس فلا يستخفّوا بالمتطاولين على الدين وعلى صحابة نبيّنا وأزواجه، والحمد لله لقد مات رجلٌ فتنة، أراح الله منه أرض الحجاز وبلاد الحرمين.