بدأت التساؤلات تتوالى بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد الأمير اللهيان والوفد المرافق له، بمعنى ما مدى انعكاس ذلك على لبنان واستحقاقاته السياسية والميدانية، لا سيما ان ثمة معلومات موثوقة، بأن وزير الخارجية اللهيان كان بصدد زيارة لبنان، حيث يواكب ويتابع كل الملفات اللبنانية، وفي الآونة الأخيرة كانت له أكثر من زيارة مواكباً الوضع في غزة وجنوب لبنان، ومن ثم الإستحقاق الرئاسي.
وتعتبر مصادر مطّلعة أنه مع إنطلاق دور اللجنة الخماسية، وكل ما قيل بأن هناك إنتخابات رئاسية قريبة، وذلك بحاجة إلى موقف إيراني داعم كي يمون على حزب الله لتسهيل وإمرار هذا الاستحقاق، فإن اللهيان كان بصدد الزيارة لهذا الغرض، إلى أمور أخرى، تحديداً الوضع الإقليمي برمّته، لذلك فغياب الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، سيكون له تأثيراته إقليمياً ولبنانياً، بفعل التحالف المتين بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله.
لذلك ستنشغل إيران في ترتيب انتقال السلطة في هذه المرحلة، خصوصاً أن اللهيان كان له دور كبير من خلال دبلوماسيته في تقريب وجهات النظر بين إيران والمملكة العربية السعودية، وصولاً إلى الإتفاق الذي رعته الصين، وأدّى إلى إعادة فتح السفارات بين البلدين وإحياء العلاقات الدبلوماسية.
من هذا المنطلق، فإن مصرع الرئيس الإيراني واللهيان سيكون له إرتدادات كثيرة على الداخل اللبناني، لا سيما إستحقاقاته اللازمة أمنياً ورئاسياً، وهذا ما سيكون موضع ترقّب بعد إنتقال السلطة، لأنه من الطبيعي أن اللهيان كان يعرف حيثيات الملف اللبناني، ولديه كل الاطّلاع على ما يحصل، أكان في الجنوب وصولاً إلى الإستحقاق الرئاسي، ومن خلال دبلوماسيته كان بإمكانه أن يكون عاملاً داعماً لهذا الإستحقاق، في ظل التشاور بين قطر وإيران وكذلك بين سلطنة عمان وطهران، وحديثا كان للهيان دور كبير في اللقاءات والاتصالات، ما يعني ثمة ترقّب وانتظار على الساحة اللبنانية لما ستؤول إليه الأوضاع في هذا الصدد.