Site icon IMLebanon

القرار في سوريا بين أميركا وروسيا

 

ليست المرة الاولى التي يصير فيها اتفاق بين واشنطن وموسكو في سوريا… المرّة الأولى في العام 2013 بشأن السلاح الكيميائي، إذ كانت أميركا تهدّد وتتوعّد النظام السوري وجاءت بالأساطيل الى قبالة الشاطئ السوري من حاملات طائرات وبوارج وزوارق حربية… وكان متوقعاً أن تحدث «الضربة» بين ساعة وأخرى، وإذ باتفاق بين واشنطن وموسكو على تكليف الروسي نقل الكيميائي الى خارج سوريا… وتلك كانت المدخل لتعزيز الحضور الروسي في سوريا، كما كانت دليلاً أكيداً على تبدّل المواقف الاميركية بين ليلة وضحاها».

 

في هذا السياق، ما نراه في درعا من تراجع أميركا عن موقفها ازاء هجوم النظام المجرم على درعا ومنطقتها، فبعدما كانت واشنطن تهدّد النظام بإبادة قواته إذا تحرّكت نحو درعا، وبعد يومين فقط على هذا التهديد الكبير، تبدّل الموقف الاميركي 180 درجة عندما أبلغ الاميركي الفصائل المعارضة في درعا رسالة ورد فيها ما حرفيته: «نفهم أنه يجب أن تتخذوا قراركم حسب مصالحكم ومصالح الأهالي والفصائل، ينبغي ألاّ تستندوا في قراركم الى افتراض تدخل عسكري من قبلنا أو توقع ذلك»!

والجديد الآخر يتمثل في الزيارة المفاجئة الى موسكو التي قام بها جون بولتون موفداً من الرئيس دونالد ترامب حاملاً رسالة حول سوريا… يبدو أنها تتناول الوضع في سوريا في ما يبدو أنه «تلزيم» درعا ومنطقتها الى الجانب الروسي الذي لم يسمح سابقاً لرئيس النظام السوري بشار الأسد بالاقتراب من المواقع والقواعد الروسية في سوريا، فهل سيسمح الروسي للإيراني بذلك؟ هنا يكمن، على ما يبدو، سرّ ما يدور بين موسكو وواشنطن بمباركة تل أبيب… في وقت يركّز الروسي موقعه ويثبّت قواعده في سوريا المعلنة: طرطوس (البحرية) وحميميم (الجوية)، إضافة الى قواعد عدة ليست بحجم وأهميّة القاعدتين المذكورتين أعلاه.

وفي سياق مواز، وفي نظرة الى الحدود اللبنانية – السورية، يلفت إبعاد عناصر «حزب الله» عن المناطق الحدودية وطرده من القصير…

وقد لا يكون بعيداً أن نرى الروس يتوجهون الى الجولان في وقت قريب بحيث تطمئن إسرائيل الى أنّ إيران و»حزب الله» في سوريا مبعدون عن حدودها 80 كيلومتراً على الأقل في ما يعني إبعاد خطر الصواريخ متوسطة المدى.

ولا بد من تسجيل حدوث اجتماع روسي – إسرائيلي غيره مرّة للتداول في الشأن السوري والتوصّل الى قرارات مشتركة… والخلاصة أنّ سوريا باتت تحت وصاية أميركية – روسية مباشرة ولم يعد مهماً أن يبقى النظام المجرم أو لا يبقى… ذلك أنّ بقاءه وعدمه سيان كونه فقد المبادرة و… الدور فقداناً كلياً.

عوني الكعكي