Site icon IMLebanon

القرار في حميميم فقط

القرار في حميميم فقط

ذكرني كلام رئيس النظام السوري المعيّـن من قِبَل روسيا وتحديداً من قِبَل رئيس روسيا فلاديمير بوتين بنكتة ابو العبد التي تقول إنّ أحد الرجال «بطح» ابو العبد أرضاً فقال له أبو العبد قوم عني لفرجيك!» لا نعلم ماذا يريد أن يفرجيه؟ ولماذا لم يستعمل قوّته بالدفاع عن نفسه؟

 

هذا الكلام أقل ما يُقال فيه إنّه سخيف إذ انّ العالم بأسره يعلم جيّداً مَن يحكم سوريا اليوم، ومَن هو صاحب القرار في سوريا اليوم… وللتذكير فقط لأنّ الإنسان مبني على النسيان.. هل نسي بشار الأسد كيف منعته الشرطة العسكرية الروسية من الإقتراب من الرئيس الروسي في قاعدة حميميم؟

وهل نسي أنّ موكبه المؤلف من 6 سيارات اودي الفخمة منعت من الدخول الى القاعدة باستثناء سيارة واحدة فقط أي من دون أي مرافقة.

من ناحية ثانية، هل يتذكر الرئيس السوري بشار الأسد أنّ نظامه كان يحتاج الى أسبوع واحد فقط ليسقط لولا التدخل الروسي عام 2015 وبالاسطول البحري وأسطول الطيران حتى أحدث الطائرات الروسية التي جاءت لحقل التجارب، إذ إنّ سوريا أصبحت حقل تجارب للسلاح الروسي من دبابات وطائرات وصواريخ «S300» وقواعد(…) وغيرها من الأسلحة الجديدة… فقد كانت روسيا تريد أن تبرهن أنّ سلاحها الجديد أصبح جيداً وأنها تعرض هذه الأسلحة للبيع.. «على اونا على دوي على تراي… مين بيشتري»!

وهل يعلم بشار الأسد أنّ التدخل العسكري الروسي الذي حسم المعركة وغيرها لمصلحة النظام كان من أجل أمرين:

الأوّل- لكي يجد سوقاً لبيع الأسلحة بعدما خسر معظم الأسواق العربية من مصر الى ليبيا الى العراق الخ…

الثاني- أن يكون له حصة في إعادة إعمار سوريا ومن المفترض أن يتفق الروسي والأميركي على تقاسم الثروة النفطية والغاز ومشاريع إعادة الإعمار.

أما الحديث عن المستشارين الايرانيين فهذه نكتة مضحكة، فالجيش الايراني الذي بناه الشاه محمد رضا بهلوي وأسقطه نظام الملالي لم يعد يعتبر من بين الجيوش المهمة في العالم ولولا «إيران غيت» وصفقة الأسلحة الاميركية لسقط ذلك النظام وانتصر صدّام حسين.

وهل نسي نظام الملاّلي ثماني سنوات حرباً وكان صدّام قد استرجع الأهواز وقسماً كبيراً من الأراضي الايرانية ولكن التدخل الاميركي لمصلحة النظام الايراني عدّل الموقف.

فبالله عليكم كيف أنّ هذا النظام الفاشل يبعث بخبراء عسكريين؟ والسؤال هنا أيضاً: ما هي الأسلحة التي اخترعها هؤلاء الخبراء؟ هل اخترعوا الصواريخ الكورية أم اخترعوا الطائرات؟ أم اخترعوا الدبابات؟ ماذا اخترعوا؟.. هذه السخافة كلها عن فيلم النووي الإيراني فقط للضحك على العرب وسحب الأموال النفطية لشراء الأسلحة؟ وهكذا أصبح لدى العرب سببان لشراء السلاح: إسرائيل وإيران.

أمّا الآفة الكبرى فهي كيف يسمح رئيس جمهورية دولة يجب أن تكون حرّة مستقلة ذات سيادة لنفسه بأن يطلب من تنظيم طائفي أن يرسل مقاتلين لقتل شعبه؟ هل حدث هذا في التاريخ؟.. طبعاً كلا.. وهذا يؤكد أنّ هذا النظام لا يمثل الشعب السوري بل يمثل فقط العلويين الذين لا يشكلون أكثر من 7% من الشعب السوري…

فهل يكفي 7% ليشكلوا الشرعية في سوريا؟

عوني الكعكي