Site icon IMLebanon

قدر لبنان  

 

أمصادفة هي أن  نكون، في لبنان، على موعد مع أحداث خطرة جداً كلّ حقبة (قصيرة) من الزمن؟!

 

ولا نريد أن نعود الى الماضي،  حتى  القريب منه. فقط نعود الى مرحلة الاستقلال. ففي العام 1952 أي بعد تسع سنوات على ما سُمّي في حينه «الاستقلال الناجز» برئاسة الشيخ بشارة الخوري قامت «الثورة البيضاء» التي دفعت الخوري الى الاستقالة وقيام عهد جديد برئاسة كميل شمعون.

 

ولم يلبث أركان «الثورة» الذين جاءوا  بالعهد أن انقلبوا عليه فكانت ثورة 1958 التي صمد شمعون في وجهها حتى آخر ساعة من عهده وانتهت بوصول الرئيس فؤاد شهاب الذي خلفه لاحقاً

 

مرشح «النهج» الشهابي الرئيس شارل حلو الذي عرف عهده توقيع «اتفاق القاهرة» سيىء الذكر.

 

وبموجبه جرى اقتطاع أراضٍ لبنانية، في الجنوب، و«تقديمها» الى منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات، وعُرفت دولياً بإسم «فتح لاند» لم يلبث نفوذها أن امتد على الأراضي اللبنانية كافة مع سيطرة كاملة على المخيمات الفلسطينية التي حُولت الى معسكرات بكل ما للكلمة من معنى، وبات لبنان منذ 1968 مسرحاً لصراعات عربية – إسرائيلية، وعربية – عربية، وبين الحلف الأطلسي (بزعامة الولايات المتحدة الأميركية) وحلف وارسو (بزعامة الاتحاد السوفياتي) وفلت الملق ونشب صراع بين من يريد لبنان هونغ كونغ  المنطقة  العربية (أي الانفلات المدني الى أبعد الحدود) ومن يريده ڤيتنام هذه المنطقة (أي اليد على السلاح في مواجهة الغرب).

 

واستمرت الحال على هذا المنوال حتى العام  1973 يوم ضاق  عهد  الرئيس سليمان فرنجية ذرعاً بالنفوذ الفلسطيني الذي «أكل» السيادة الوطنية وأسقط مفهوم الدولة، فكانت المعارك التي امتدت نحو أسبوع في ما عُرف بــ«حرب المخيمّات». بين الجيش اللبناني والمنظمات الفلسطينية. ولم تنجح السلطة اللبنانية في فرض سيطرتها، فانتهت المعارك بتمدد النفوذ الفلسطيني أكثر فأكثر… وانقسم القوم قومين: قوماً يدعم المنظمات الفلسطينية مهما كان الثمن، وقوماً ثانياً يقول بمواجهة هذا النفوذ… وبدأ القوم في سباق محموم على التسلّح، فكانت الميليشيات وما رافقها من تدفق الأموال (خصوصاً العربية) على لبنان، فكان ازدهار «ملغوم» بينما كان البلد يغلي تحت قشرة الازدهار إلى أن وقع ما لم يكن منه بدٌّ فكانت حرب السنتين (1875 – 1976) التي شهد اللبنانيون خلالها المآسي والنواجع ومئات آلاف القتلى وعشرات آلاف المفقودين ناهيك بالفظاعات التي ارتكبتها الميليشيات، و»لم تقصّر» أي منها.

 

وتناسلت الحرب حروباً… وهي التي ابتدأت بين الكتائب والفلسطينيين فرّخت انقسامات وتشرذمات بما تجاوز أي توقع… الى أن كان اتفاق الطائف الذي أدّى الى وقف إطلاق النار ولكنه (أو لكن تطبيقه) لم يُرسِ أمناً حقيقياً واطمئناناً حقيقياً. ثم كانت الاعتداءات الإسرائيلية الهائلة وضرب البنى التحتية  فحرب تموز  2006، فالسابع من آب وتحرك حزب الله في الداخل…

 

وليت المقام  يتسع للتأكيد على أن تلك كلها كانت «حروب الآخرين على لبنان» بالأيدي اللبنانية والتمويل العربي والخارجي… والمؤسف، بل المؤلم أن اللبنانيين لا يتعلمون!