حماس تنتظر العدو الإسرائيلي في رفح… وقدرتها العسكريّة عالية
وجه الرئيس الاميركي جو بايدن، كما نقل عنه، التأنيب الى رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ادائه في الحرب “الاسرائيلية” التدميرية على غزة خصوصاً وفلسطين عموماً، الا انه لم يتدخل معه لوقف هذه الحرب ـ الابادة، ولم ينقل له تهديداً بوقف المساعدات العسكرية والمالية والتحرك السياسي المساند للدولة العبرية كما يفعل في اوكرانيا، التي يطلب لها مع “اسرائيل”من الكونغرس حوالى مئة مليار دولار مساعدات سريعة، لكنه جوبه برفض حتى الآن من قبل المواطنين الاميركيين دافعي الضرائب، كما يطالب متظاهرون في الشارع باكثرية الولايات بوقف الحرب على غزة، التي تسببت بمقتل وجرح عشرات الآلاف، وتدمير نحو 70% من المباني والمنازل والمؤسسات فيها.
ف”اسرائيل” تخوض حروب اميركا في المنطقة منذ وجودها، وهذه الحرب لم تكن لتحصل وتتوسع لو لم يعلن بايدن تأييده لها على حركة حماس، وحضر شخصياً الى الكيان الصهيوني، واعطى قراره بشن الحرب، وظن ان جيش الاحتلال الصهيوني سيسيطر على غزة خلال اسبوعين عبر عملية برية، بدأت، بعد ان كان العدو الاسرائيلي دمّر الاحياء السكنية، وتعرض للمستشفيات والمدارس وخرّب كل البنى التحتية، والرئيس الاميركي يتابع من مكتبه في البيت الابيض، سير العمليات العسكرية، دون ان يهزه ضميره، حول مشهد الاطفال الذين يقتلون مع اهلهم، تحت المباني والمنازل، وهو يردد ان الكيان الصهيوني يدافع عن نفسه، منذ عملية “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول الماضي، حيث ابدى تعاطفاً كبيراً، لدرجة انه فقد انسانيته، حيث خرج المواطنون الاميركيون، يطالبونه، بوقف المجزرة.
فاظهار وجود تناقض اميركي ـ اسرائيلي، او بين بايدن ونتنياهو، لا يعدو كونه “فولكلورا سياسياً”،، وفق مصدر ديبلوماسي لبناني، الذي يؤكد ان ما يحصل بين واشنطن وتل ابيب، ليس سوى تمثيلية وتأدية ادوار فيها بين فريق واحد، اذ لا فرق بين الطرفين، ولو اراد البيت الابيض وقف الحرب، لفعل ذلك، وان الاتصال بين بايدن ونتنياهو، كان يمكن، ان يقول الاول للثاني، اوقف الحرب والا، ويهدده باجراءات وعقوبات، كما يفعل مع دول اخرى، كروسيا وسوريا وايران والعراق سابقاً وكذلك ليبيا، وسبق للولايات المتحدة ان ارسلت جيوشها الى افغانستان والعراق واحتلتهما تحت ذرائع عديدة.
فما زالت الادارة الاميركية تتعاطى مع العدو الاسرائيلي، بليونة، مع دخول الحرب ـ الابادة شهرها الخامس على غزة، التي لم تسقط عسكرياً، ولم يحقق الجيش الغازي اهدافه، والذي يهدد باجتياح رفح، وهو آخر مكان في جنوب القطاع، تجمّع فيه مليون ومئتا الف نازح فروا من الاماكن التي كانت عرضة للتدمير والقتل والتهجير في غزة من شمالها الى وسطها وصولاً الى جنوبها، اذ تتكرر نكبة عام 1948 ونكسة 1967 في غزة، عبر تهجير الفلسطينيينن وهذا ما اعلن عنه نتنياهو بنفسه وشاركه فيه الائتلاف الحكومي من الاحزاب الدينية المتطرفة، والذين دعوا الى القضاء على الشعب الفلسطيني، تحت عنوان القضاء على “حماس”، وهذا ما هو متوقع ان يحصل، مع القرار الذي اتخذه نتنياهو، باحتلال كامل غزة، حيث لم ينفع معه، التحذير الذي صدر عن دول عربية واسلامية، ولا عن منظمات دولية، كما لا يأبه الى قرار المحكمة الدولية التي اجتمعت في لاهاي بان يوقف حرب الابادة، وكل ذلك، وما زالت الادارة الاميركية تتغافل عما ينتظر غزة بتحويلها الى ارض بلا شعب، تحت عنوان “الامن للمستوطنات وسكانها في غلاف غزة”، اضافة الى ما يطرحه قادة العدو من بناء مستوطنات في غزة، التي انسحب الاحتلال الصهيوني منها في عام 2005، ليسلمها الى السلطة الفلسطينية ليس عملاً باتفاق اوسلو، بل لان المقاومة كانت بدأت نشاطها في القطاع متزامنا مع انتفاضة الحجارة في الضفة الغربية.
فالحرب على غزة مستمرة ولن تتوقف، كما اعلن رئيس حكومة العدو، الذي انتشى “بتحرير اسيرين”، وهو يستغل هذا الحدث الذي تدور حوله اسئلة، كيف حصل، على ما يقول مصدر قيادي في حركة “حماس”، الذي يؤكد ان محادثات القاهرة، حول اتفاق ـ الاطار، الذي عقد في باريس قبل اسابيع، اسقطه “مجلس الحرب الصهيوني”، ظناً منه، بانه سيحقق اهدافه، وان “حماس” بدأت تتآكل عسكرياً، كما يقول نتنياهو الذي يزعم ان 17 كتيبة من 24 قد دمرت، وان 12 الف مقاتل لاقوا حتفهم، ولم يعد امام قادة “حماس” الا الاستسلام، وهذا ما يدحضه المصدر، الذي يكشف عن ان القدرة العسكرية لكتائب القسّام ما زالت عالية، وان مخزونها من السلاح والذخائر متوافر لاشهر بعيدة قد تصل الى ستة، وان المأزوم هو العدو الاسرائيلي، الذي يخسر العديد من ضباطه وجنوده وهو اعترف بحوالى 600 منذ الغزو البري، وتدمير نحو الف دبابة وآلية.
فاتفاق باريس عُلق العمل به، وغزو رفح قد يقع، وبقرار اميركي، والحرب مفتوحة، دون فترة زمنية محددة لها.