يسود صمت عربي مخجل في مواجهة الاعتداءات الإيرانية التي تعرّض لها أمن الملاحة في الخليج العربي، «لا ردّ» و»لا من يردّون»، باعتبار أنّ العرب ينتظرون الحليف الأميركي «المخادع» فيما وزير خارجية الحليف الأميركي الكاذب «مايك بومبيو» ما يزال يعلن أنّ بلاده «تجري مشاورات مع حلفائها وشركائها لتحديد طبيعة الرد على الهجمات الإيرانية ضد ناقلات النفط في الخليج»!
في آب العام 2018 أعلن وزير الخارجية الأميركيّ مايك بومبيو عن تشكيل مجموعة عمل بشأن إيران وأعلن «أنّ الهدف هو تغيير سلوك إيران في المنطقة» بالطبع العرب صدّقوا المزاعم الأميركيّة بأنّ سلوك إيران سيتغيّر تحت وطأة الضغط الأميركي ومجموعات عمله، لو كان العرب يتعلمون شيئاً مما يقرأون لأدركوا مبكراً حقيقة تمكين أميركا لإيران من العراق العربي ولأدركوا حجم الخطر الذي رموا به المنطقة بصمتهم المتعمّد، ولكان لهم شاهد من مذكرات دونالد رامسفيلد التي كشف فيها: «السيستاني تسلم 200 مليون دولار من المخابرات الأميركية ليساعدهم على غزو العراق وليصدر لهم الفتاوى تلزم الشيعة بعدم التعرض لقوات التحالف والتعاون معها على أكمل وجه»!
خلال اليوميْن الماضييْن صرّح وجه الديبلوماسيّة الأميركيّة مايك بومبيو أنّ «واشنطن تملك الكثير من المعلومات والأدلّة التي تفيد بوقوف إيران وراء الهجوم الذي وقع ضدّ ناقلتي البترول في خليج عُمان»، معلناً يوم الأحد الماضي في حديثه لشبكة «فوكس نيوز» أنّ «الولايات المتحدة ستضمن اتّخاذ جميع الإجراءات اللازمة (الديبلوماسيّة أو العسكريّة) من أجل تأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز»… هذا الكلام عبارة عن «هراء أميركي» يشبه تماماً «الهراء» الذي سمعه العرب العام الماضي عن إنشاء مجموعة عمل لتغيير سلوك طهران، ومكمن المشكلة الحقيقي ليس في الهراء الأميركي ولكن في العرب الذين ما يزالون يختارون راضخين تصديق هذا الهراء!!
في شهر أيّار الماضي قامت قيامة الكونغرس الأميركي على صفقة السلاح التي تمضيها إدارة ترامب مع دول الخليج العربي، أيضاً أعلن أواخر الشهر الماضي وزير خارجيّة ترامب مايك بومبيو أنّ «الإدارة الأميركية ستتجاوز الكونغرس لبيع أسلحة بأموال باهظة، من أجل ردع العدوان الإيراني»، والإدارة الأميركية المحرجة مع الكونغرس أعلنت أنّ تجاوزه هو إجراء لمرّة واحدة فقط، وأكّد بومبيو أنّ «هذه المبيعات ستدعم حلفاءنا وتُعزّز الاستقرار في الشرق الأوسط وتُساعد هذه الدول على الدفاع عن نفسها وردع الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
ميرڤت سيوفي