IMLebanon

طاولة الحوار تراوح مكانها وشروط عون الجديدة تحكم عليها بالفشل

طاولة الحوار تراوح مكانها وشروط عون الجديدة تحكم عليها بالفشل

التأجيل للأسبوع المقبل هروب إلى الأمام ومجرّد تقطيع وقت

الطرح العوني بإنتخاب الرئيس من الشعب بمثابة نعي لطاولة الحوار ومعها مبادرة بري

لا تقدّم في جلسة الحوار الثانية لا بالنسبة إلى الإستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جمهورية، ولا في أي من البنود الأخرى المدرجة على جدول الأعمال، والتقدّم الوحيد توافق المجتمعين على مواصفة الحوار وعلى دعم ما اتخذته الحكومة من قرارات إلا إذا صح ما قيل من أن رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد عون أبلغ إلى الرئيس نبيه برّي أنه سينسحب من الحوار إذا لم يأخذ المجتمعون باقتراح إنتخاب الرئيس من الشعب، وهو تصرّف يعني أن هذا الإقتراح مرفوض من فريق الرابع عشر من آذار وحتى من الرئيس برّي نفسه ومن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، أي من الأكثرية الساحقة.

إن الإقتراح العوني بانتخاب الرئيس من الشعب هو استكمال لاقتراح حزب الله على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم بانتخاب العماد رئيساً للجمهورية أو لا إنتخابات رئاسية، بما معناه أن عون أو لا أحد، وهذا الموقف الذي اتخذه حزب الله دفع الوضع في البلاد إلى مزيد من التدهور ومزيد من التأزم لأنه عطّل الحكومة بفعل مشاكسة وزراء التيار وحزب الله وحلفائهما، ومنع مجلس الوزراء من الإجتماع وإذا اجتمع من البحث في البنود المتراكمة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة لتسيير شؤون الدولة وتدبير أمور النّاس من معيشية وتربوية وإنمائية وغيرها من الشؤون الملحّة، ما جعل الشعب يكفر بالحكومة وبالطبقة السياسية كلها وينزل إلى الشارع داعياً إلى التغيير وأقلّه إلى الإصلاح وتلبية مطالبه وحاجاته الملحّة، وهذا ما دفع الرئيس برّي إلى إطلاق دعوة الجميع للتلاقي حول طاولة الحوار وفقاً لجدول أعمال مدروس بدقة الأولوية فيه لانتخاب رئيس جمهورية لعلّه بذلك وإذا ما تجاوب الفريق العوني وحليفه حزب الله يوفّر على البلد ما هو آتٍ ويستعيد أهل النظام المبادرة من الذين نزلوا إلى الشارع مطالبين بالتغيير بعدما فشلت الطبقة الحاكمة في تسيير شؤون الدولة والاستجابة لحاجات النّاس، إلا أن الأمور واستناداً إلى ما حصل في جلستي الحوار الأولى والثانية لم تتبدّل ولم تتغيّر ولا توحي أبداً بإمكانية الوصول إلى تفاهم على تسريع الانتخابات الرئاسية لتبدأ ورشة انتظام المؤسسات من تأليف حكومة جديدة وإجراء إنتخابات نيابية يستعيد من خلالها الشعب المبادرة في إطلاق التغيير الذي يطالب به بسبب الطرح العوني بانتخاب الرئيس من الشعب، وكأنه بذلك ينعى طاولة الحوار وينعى معها مبادرة الرئيس برّي الذي لم يكن ليقدم عليها من دون التنسيق مع حليفه حزب الله، فهل معنى ذلك أن الحزب سحب البساط من تحته وترك لحليفه عون مهمة سحب البساط من على طاولة الحوار وحتى من تحت الحكومة بعد الهجوم العنيف الذي شنّه عليها عشية انعقاد الطاولة؟ مثل هذا السؤال بات مشروعاً بعد الإصرار العوني على الانقلاب على الدستور والنظام وانتخاب الرئيس من الشعب ووقوف حزب الله إلى جانبه مؤيداً ومسانداً كما وقف إلى جانبه عندما أعلن أنه هو الرئيس أو لا إنتخابات رئاسية، ولا إجتماعات منتجة للحكومة، ما أدى إلى إيصال الحالة العامة إلى ما وصلت إليه من إهتراء على جميع المستويات حتى فقد اللبنانيون أي أمل ونزلوا إلى الشارع يطالبون بالتغيير الشامل؟