Site icon IMLebanon

ابعاد العرض العسكري لحزب الله؟!

جاء العرض العسكري لحزب الله في بلدة القصير  الحدودية بمثابة خطأ مضاعف كان بوسع العدو الاسرائيلي استخدامه لضرب الالة العسكرية لعدوها اللدود، لكن اسرائيل لم تستفد من المناسبة ومن دون ان تأتي على ذكرها، ربما لاسباب يعرف القاصي والداني انها لم تجد في المناسبة  ما يشجعها على اشعال حرب، كان يمكن ان تؤثر على الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية الاسرائيلية وهي غير مستعدة لها بحسب الدلائل التي حملت الحزب على الكشف عن مئات الاليات التي وصلته من ايران او تلك التي غنمها من حروبه مع اسرائيل.

ان الذي حصل يثير الاستغراب ليس لان اسرائيل لم تحرك عسكرها بل لان الحزب لم يجد في عرضه العسكري ما يشجعه على ان يخاف من الحرب التي كان يسعى ربما الى اشعالها في هذا الوقت بالذات، خصوصا ان ظروفنا في لبنان لا تسمح له ولغيره بأية دعسة ناقصة وغير  محسوبة بميزان سياسي وعسكري في آن، لاسيما ان في اخر الحسابات ان لا تغرق لبنان في  المزيد من الازمات التي تتطلع الى افتعالها لمجرد انها تصب في مصلحتها اضف الى ذلك ان مسرح الجريمة في سوريا كان يمكن ان يسهم في اشعال حرب مع العدو المشترك الا اذا كان العامل الايراني قد حال دون ذلك؟!

واللافت في هذا السياق ان احداً في الخارج دولا او منظمات لم يأت على ذكر ما حصل لجهة التخوف او التخويف لا فرق، طالما ان الغاية واحدة،  وهي التي منعت العدو من ان يتصرف حيال ما حصل، الامر الذي يعزز عوامل التساؤل عن سبب الصمت الاسرائيلي الذي وضع العدو في دائرة استغراب تصرفه في مواجهة العرض العسكري لحزب الله الذي وضع العدو في دائرة استغراب تصرفه في مواجهة العرض العسكري لحزب الله الذي لم يجر على ارض لبنانية ما يحول دون تكبير حجم الخسائر في عديد وعتاد  الحزب، من غير ان يشكل العمل الاسرائيلي تصرفا عدائيا ضد لبنان؟!

وثمة من يقول عكس ذلك ان لجهة العرض العسكري على ارض سورية او لجهة امتناع اسرائيل عن اي عمل لافهام حزب الله ان تصرفه داخل لبنان محكوم بمراقبة القوى الدولية بعكس ما هو عليه في حال حصوله على الارض السورية، مع العلم في هذا المجال ان الساحة السورية كانت قد تكون مباحة امام اسرائيل لولا الوجود العسكري الروسي الذي كان يمكن ان يتدخل لمنع اسرائيل من تحقيق اهدافها تحت عنوان »عدو صديقي عدوي« والشيء بالشيء يذكر في حال كان تدخل ايراني يمكن ان يشعل فتيل حرب اوسع واشمل من كل التوقعات؟!

يقول المراقبون الديبلوماسيون عما لم يحصل من جانب اسرائيل كان تصرفا ذكيا جنبها فتح حرب معها على ارض محروقة بعكس كل ما كان قد حصل او يحصل في لبنان تحت انظار الدول الكبرى ومجلس الامن الدولي ومؤسسات العالم المتمدن التي كانت سترفض الضربة الاسرائيلية من غير حاجة الى ان يكون لبنان هو المستهدف الرئيسي منها، خصوصا ان الجميع يعرفون عدم قدرة السلطة  اللبنانية  على التصرف ازاء ما يقوم به حزب الله وازاد اي تصرف عدائي يصدر عن اسرائيل. وفي الحالين كان ولا يزال من الضروري اخذ الوجود العسكري الروسي والايراني على الارض السورية ما يشجع الحزب على ان يتصرف بما تمليه عليه مصالحه والمصلحة السورية في وقت واحد؟!

اما وقد انقضى تصرف  حزب الله العسكري من غير رد فعل عسكري من جانب اسرائيل، ثمة من يرى ان الارض السورية محرمة امام اي تصرف يفهم منه تسريع اجراءات خنق نظام بشار الاسد، والتأثير بالتالي على المنظومة الروسية – الايرانية الموظفة للدفاع عن النظام من غير حاجة الى اعتبارات قد تستجد على الساحة السورية لغايات واسباب لا بد من أخذها في حسابات الذين يرون ان ما تعانيه سوريا هو مصلحة دولية واقليمية عامة لن يؤثر فيما اشعال  جوانب اضافية  من الحرب على ارضها، فضلا عن ان الاميركيين بدأوا يحسبون الف حساب للوجود الروسي في المنطقة؟!

من هنا بالذات يفهم اللاموقف الاسرائيلي من العرض العسكري لحزب الله في منطقة القصير المكشوفة امام اية حركة طيران كان يمكن ان تحصل وهذا الذي لم يحصل بصب في مصلحة الروس والايرانيين وحزب الله في وقت واحد، طالما ان العدو الاسرائيلي قد تبلغ الرسالة الاستراتيجية وفهمها على حقيقتها من دون ان يقدر على حل رموزها من خلال تصرف اكثر يصحح المشهد الذي تقصده حزب الله على الارض السورية المحروقة؟!