Site icon IMLebanon

ابعاد الصمت السوري؟!

 

الصمت السوري المريب ازاء الغارة الاسرائيلية على موكب لحزب الله في القنيطرة، لايشبه بشيء ما صدر عن طهران من ان «عاصفة قوية ستضرب العدو الاسرائيلي»، فيما يرى المراقبون ومتتبعو الحدث ان «اليد السورية مكبلة هذه الايام بالحرب الداخلية التي تجعل كل الامور خارج نطاق السيطرة، والا ما معنى اكتفاء الاعلام السوري بان يعلن عن الخبر وكأنه حصل في الصين مثلا من دون التعليق الذي درجت سوريا عليه، عندما كانت تقول انها «هي من يحدد ساعة الرد ومكانه (….) وليست بحاجة الى من يدلها على الطريقة التي تدافع فيها عن سمعتها السياسية والعسكرية»  عملا بقولها انها بلد الصمود والتصدي؟!

وفي عودة الى ما صدر عن ايران عن «العاصفة القوية» فان طهران قد تكون محرجة في حال لم ترد على الضربة الاسرائيلية ومثلها حزب الله الذي يبدو محرجا بين ان يفتح النار على اسرائيل من الجولان او من الجنوب، «لان الجولان ارض محتلة وليس بوسع احد اشعال فتيل حرب هناك (…) ولان الجنوب خاضع للقرار الدولي 1701 الذي يحفظ سلامة لبنان واسرائيل في وقت واحد».

والذين يفهمون حقيقة ما بوسع حزب الله الرد بواسطته على اسرائيل لن يكون عبر لبنان او سوريا لكنه سيتم حتما في مكان ثالث لا بد وان يتكتم الحزب عليه بانتظار اعداد الرد، وكي لا يصطدم باي شيء يمكن ان يبطل مفعوله السياسي والامني، خصوصا ان الظروف الحالية لا تعطي حزب الله الكثير من «الخيارات الصعبة»، طالما بقي وضع الجنوب على ما هو عليه وهكذا بالنسبة الى القنيطرة والجولان، وجل ما بوسع الحزب ان يفعله في هذه الاونة هو التحقيق في ما حصل وكيف، لان العملية الجوية الاسرائيلية ليست ضربة حظ وهذا ما سبق قوله لحظة حصولها (…)

لذا، فان حزب الله بدأ تحقيقا سريعا عله يصل الى الجهة التي كشفت حركة الحزب في اصعب مراحلها، والشيء بالشيء يذكر في حال توصل حزب الله الى «الخلية الاسرائيلية» التي سربت للعدو ما كانت قافلة الحزب تنوي فعله في القنيطرة التي تقع على مشارف الجولان النقطة الاقرب الى خط النار بين سوريا واسرائيل حيث العين هناك غير العين  في ايةر منطقة اخرى متنازع عليها؟!

من الضروري القول والاعلان صراحة عما حصل في القنيطرة كي يعرف الجميع ماذا كان الحزب يفعل هناك، اضافة الى سؤاله عن الغاية من تحركه بعيدا من ساحة القتال في الداخل السوري، حيث سبق للامين العام السيد حسن نصر الله  ان قال صراحة «اننا نقاتل الى جانب النظام» وهذا ما تفعله قوة ايرانية نظامية بالتفاهم الاستراتيجي مع حزب الله، بحسب ما يشاهده زوار دمشق ومناطق سورية اخرى مشتعلة جراء الحرب الدائرة فيها؟!

وبالنسبة الى كل ما تقدم، فان ثمة جهات مطلعة ترى استحالة امام قيام حزب الله بالرد على عملية القنيطرة، لان السوريين يرفضون ذلك، وجل ما كانوا يتوقعونه هو توجيه ضربة الى اسرائيل لتنفيس احتقانات «دول الصمود والتصدي» التي لم تعد تعرف من مجريات الحرب في سوريا سوى فشل النظام في تأمين الحماية لنفسه، بعدما تبين ان قوى الداخل من المعارضة  قادرة على الحاق الاذى بمناطق نفوذ الدولة، وهي تحتاج الى عنصر خارجي للقول ان «اسرائيل داخلة على خط القتال دعما لداعش والنصرة والمعارضة في وقت واحد!

ومن الان الى حين وضوح الرؤية اي من جانب حزب الله او من جانب ايران، فان النظام السوري لا يبدو مهيأ لان يتصرف باستثناء الاتكال على مقولة «الصمود والتصدي» بما في ذلك «اختيار مكان الرد وزمانه» على امل مفاجأة اسرائيل كما لم يحصل ذلك في ما سبق من اعتداءات طاولت اراضيها وعمقها لمرات؟

هل بوسع حزب الله معرفة من افسد عليه «التحرك في القنيطرة» وهل وراء ما حصل لعبة مخابراتية هدفها رفع وتيرة مواجهة اسرائيل من جانب الحزب وبدعم من ايران، لاعادة خلط اوراق الحرب في سوريا. وفي الحالين لن تكون عملية رد في المستقبل المنظور «لان الحزب في سوريا غيره في لبنان حيث جماعته وناسه»، فيما ستكتفي ايران ببيانات قتالية لا قدرة لها على ترجمتها، ليس لان اسرائيل في المواجهة بل لان الاميركيين ينتظرون تفهما ايرانيا لكل ما من شأنه ان يتعلق باسرائيل سلما ام حربا؟!