IMLebanon

أبعاد الزيارة إلى المملكة

الرئيس ميشال عون في السعودية، في أوّل زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، وهي زيارة يُعلق عليها اللبنانيون، بأغلبيتهم الساحقة، آمالاً كثيرة علّها تؤسس لطي صفحة الفتور الذي شاب العلاقات بين الرياض وبيروت منذ نحو عامين بسبب حملات التجني والافتراء التي قادها «حزب الله» ضد المملكة، والتي تعود أسبابها الحقيقية إلى الخلافات المستحكمة بين المملكة وإيران بسبب تدخل الجمهورية الإسلامية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وبسبب خططها للتوسع والهيمنة على العالم العربي، وفق ما باح به عدد من كبار المسؤولين في إيران.

نقول إن اللبنانيين يعوّلون كثيراً على أن تحقق زيارة الرئيس عون إلى الرياض تقدماً، أولاً على خط الهبة السعودية للجيش البالغة ثلاثة مليارات دولار والتي جمّدتها المملكة بعد حملة «حزب الله» عليها، وعلى ما اعتبرته المملكة سيطرة الحزب على مفاصل الدولة اللبنانية وقرارها، وثانياً أن زيارة الرئيس عون الأولى إلى المملكة هي تأكيد على تمسك لبنان باتفاق الطائف الذي أكّد بدوره على انتماء لبنان العربي، شكلاً ومضموناً، وثالثاً هي تأكيد على تضامن هذا البلد العربي مع أشقائه العرب في رفض التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية، وبالتالي رفض المطامع الايرانية في الدول العربية ودعمها بالسلاح الحوثيين في اليمن ليكونوا دعوة معادية على حدود المملكة والشيعة في العراق بحيث تصبح هذه الدولة العربية على حدود الخليج أيضاً منطلقاً للهلال الشيعي الذي يشمل أيضاً سوريا ولبنان.

ويأمل الرئيس اللبناني من هذه الزيارة ثالثاً ورابعاً أن تحوّل المملكة الضوء الأحمر الذي أضاءته أمام زيارة رعاياها إلى لبنان إلى أخضر مع ما لهذه الخطوة من تداعيات إيجابية على الاقتصاد والسياحة اللبنانيَّين، وعلى زيادة فرص العمل أمام الشباب اللبناني بعدما ارتفعت نسبة البطالة وفق آخر الإحصاءات الرسمية إلى اكثر من 25٪.

والأهم من كل الإيجابيات التي تحملها زيارة الرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية ثمة دلالات أخرى لهذه الزيارة لا يجوز لأي عاقل تجاهل أبعادها السياسية حيث تدل إلى الأولوية، وهذا ما يريده معظم الشعب اللبناني، التي يحظى بها تصويب موقع لبنان على الساحتين العربية والدولية في حسابات العهد الجديد التي تنطلق أولاً وأخيراً من مصلحة لبنان العليا ومصلحة شعبه. وسوف تكون مفاجأة اللبنانيين كبيرة، بعودة لبنان كبلد تلاقٍ للدول العربية وحاضن لقضايا هذه الأمة وهمومها كما كان في السابق، وكما يجب أن يكون اليوم.

على أي حال، إن اللبنانيين الذي رحّبوا بالزيارة الرئاسية إلى المملكة العربية السعودية يعلقون كبار الآمال على النتائج الإيجابية الكبيرة لهذه الزيارة، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية وفي كل المجالات، فلبنان جزء فاعل في العالم العربي، هذا هو تاريخه وسيبقى كذلك في المستقبل.