IMLebanon

المعركة مُباشرة بين الوزير فرنجية والدكتور سمير جعجع في دائرة البترون ــ الكورة ــ زغرتا ــ بشري

ستجري الانتخابات النيابية في 4 اقضـية هي قضاء البترون وقضاء الكورة وقضاء زغرتا وقضاء بشري، وهي 4 اقضية اصبحت دائرة انتخابية واحـدة، وهذه الدوائر الـ 4 هي مسيحية بامتـياز، و70 في المئة منها هو من الناخبين من الطائفة المارونية، حيث قضاء البترون هو بنسبة 90 في المئــة ماروني، ويوجد فيه 10 في المئة من الطائفة السنيّة. كما ان قضاء بشري ماروني ولا نعـرف اذا كان هنالك اصوات من طوائف اخرى غير الطائفة المارونية. وهنالك قضاء زغرتا وهو بنسبة 90 في المئة ماروني، لكن يوجد حوالى 10 في المئــة او 12 في المئة من الطائفة السنيّة وربما شيعية. اما بالنـسبة الى قضاء الكورة، فهو يـشكل 30 في المئة من الدائرة الانتخابية، واكثرية الناخبين هم من طـائفة الروم الارثوذكـس، اضافة الى 3 قرى شيــعية في قضاء الكورة وهنالك ناخبون من الطائفة السنيّة.
المجنّسون
اما في الاجمال، فان هذه الدائرة الانتخابية المؤلفة من 4 اقضية، هي دائرة مسيحية بامتياز، وبأكثرية 90 في المئة واكثر. انما هنالك عدد المجنسين التي قامت سوريا والسلطة اللبنانية بتجنيس اسماء لا نعرف عددها، وما اذا كانت متواجدة في هذه الاقضية ام انها تأتي من سوريا للانتخاب في لبنان ثم تعود الى سوريا، لان اكثرية المجنسين هم من سوريا وبعضهم من عشائر عربية ولكن عددها لا يزيد عن 3 الاف صوت من اللبنانيين. اما اكثرية المجنسين الذين تم تجنيسهم في هذه الاقضية، فهم من السوريين وعلى الارجح من الطائفة الاسلامية، وجرى تجنيسهم في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي.
انما القوة الاساسية هي للناخبين المسيحيين حيث توجد القوة المسيحية الكبيرة في بشري والقوة المسيحية الكبيرة في زغرتا والقوة المسيحية الكبيرة في الكورة والقوة المسيحية الكبيرة في البترون. ومعركة هذه الدائرة هي معركة مباشرة ولو قامت وفود من تيار المردة ووفود من حزب القوات اللبنانية بالاجتماع والتسنيق فيما بينها، انما داخل النفوس في قضاء بشري وقضاء زغرتا اضافة الى الامتداد نحو البترون عبر الكورة، فان هذه الدائرة تحدد من يكون زعيم هذه الدائرة الانتخابية، وبالتحديد من يكون الزعيم المسيحي الاقوى في هذه المنطقة، هل يكون الوزير سليمان فرنجية رئيس تيار المردة، ام يكون الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية؟
قوة المردة والقوات في قرى قضاء زغرتا
وعلى ما يبدو فان الحلفاء غير محددين في شكل نهائي رغم انه يمكن القول ان فرنجية سيتحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي في الكورة، كذلك قد يأخذ مرشح من عائلة طوق في بشري، وسيكون له مرشح في قضاء الكورة، اضافة الى قوته في قضاء زغرتا، خاصة في مدينة زغرتا، اما في قرى قضاء زغرتا، فان القوات اللبنانية وتيار المردة يتقاسمان الاصوات واصبح لدى القوات قوى كبيرة في قرى قضاء زغرتا، في حين ان تيار المردة الذي يتزعمه فرنجية ليس له القوة ذاتها في قضاء بشري كمثل القوة التي يملكها حزب القوات في قرى قضاء زغرتا.
اما بالنسلبة الى دائرة البترون، فالحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب فاعل جدا، كذلك حزب القوات اللبنانية له قوة كبيرة، كذلك تيار المردة لديه مؤيدون تاريخيا في قضاء الكورة، وبالنسبة الى البترون، فان قوة حزب القوات اللبنانية هي اكبر من قوة تيار المردة. لكن في الاقضية الـ 4 الكورة – البترون – بشري – زغرتا يوجد زعامات تقليدية لا يمكن تجاوزها سواء النائب نقولا غصن ام النائب فريد مكاري ام النائب بطرس حرب وقيادات اخرى تقليدية.
مع من ستتحالف القوات
وعادة في زغرتا يتم تشكيل لائحة يكون مرشحوها من مدينة زغرتا وليس من قرى قضاء زغرتا، وتنقسم على 4 عائلات رئيسية، هي فرنجية – الدويهي – معوض – كرم. ونواب زغرتا الحاليون هم من عائلة فرنجية وعائلة الدويهي وعائلة كرم، اما عائلة معوض التي يتزعمها الاستاذ ميشال معوض نجل الرئيس الراحل رينيه معوض، فهو ترشح سنة 2009 ضد لائحة الوزير فرنجية، وكاد ينجح لو لم يخسر بفارق  800 صوت فقط، ويومها سرت اشاعة ان اللواء الشهيد وسام الحسن قام بزيارة قرى سنيّة في قضاء زغرتا، وطلب منها تأييد لائحة الوزير سليمان فرنجية.
وفي قضاء زغرتا، فان القوات اللبنانية تؤيد ومتحالفة مع الاستاذ ميشال معوض، اضافة الى انها لم تقرر بعد ما اذا كانت سترشح مرشحاً من حزب القوات من قرى قضاء زغرتا، او من مدينة زغرتا يكون حزبياً، كذلك هنالك اتجاه لدى حزب القوات للتحالف مع الاستاذ يوسف الدويهي.
اقناع مكاري
وبالنسبة الى بشري، فسيقوم حزب القوات اللبنانية بتأليف لائحة من مرشحين من القوات اللبنانية، وحزب القوات في بشري له الاكثرية الكبيرة لقضاء بشري.
اما اذا عدنا الى الكورة، فان الموضوع يتأثر كثيرا ما اذا كان النائب فريد مكاري الذي قال انه قرر العزوف عن ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة، فان ذلك يؤثر على وضع الناخبين في قضاء الكورة. وتجري محاولات لاقناعه بالترشح للانتخابات. وهنالك النائب السابق سليم سعادة، الذي يمثل قوة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وله مؤيدون في قضاء الكورة، اضافة الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، خاصة في مدينة اميون التي ينتمي اليها.
انما في ذات الوقت، فان حزب القوات نجح في قضاء الكورة في انتخابات 2009، وستكون المواجهة قوية بين تيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي والمرشح الثالث الذي سيكون مرشحاً تقليدياً مقابل لائحة حزب القوات مع حزب الكتائب مع احد المرشحين التقليديين.
القوات تفضل عودة زهرة
اما بالنسبة الى قضاء البترون، فهنالك قوتان اساسيتان، قوة الناخبين الذين يؤيدون تاريخيا الوزير بطرس حرب، وهنالك قوة التيار الوطني الحر الذي يرأسه الوزير جبران باسيل، ويبدو من مواقف فرنجية انه لن يتحالف مع حزب التيار الوطني الحر الذي يرأسه الوزير جبران باسيل في دائرة الكورة – بشري – زغرتا – البترون.
كذلك ليس هنالك رغبة كبيرة لدى حزب القوات بالتحالف مع حزب التيار الوطني الحر في هذه الدائرة، وقد يفضل حزب القوات ان يعود انطوان زهرا عن عزوفه عن الترشح في البترون ويقوم بالترشح ويكون في لائحة واحدة مع الوزير بطرس حرب، في وجه لائحة سيؤلفها الوزير جبران باسيل مع مرشح آخر في البترون ومن غير معروف من تكون هذه الشخصية، وربما يكون المرشح نزار يونس.
اما بالنسبة الى حزب الكتائب اللبنانية، فلديه قوة في البترون، والكورة وايضا في زغرتا وبنسبة قليلة في بشري.
العلاقة بين فرنجية والجميل جيدة
وعلى الارجح، ستضم لائحة من اللائحتين سواء التي يتزعمها الوزير سليمان فرنجية رئيس تيار المردة ام الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية مرشحا من حزب الكتائب اذا ما حصل اتفاق بين حزب الكتائب والوزير فرنجية او حزب الكتائب والقوات اللبنانية. وعلى ما يبدو فان العلاقة بين  فرنجية والجميل هي جيدة، وليس من خصومة، بينما هنالك خصومة واحدة بين فرنجية وباسيل لذلك يتعذر تحالف بين التيار الوطني الحر وفرنجية. اضافة الى ان الوزير سليمان فرنجية لا يريد ان يكون لعهد العماد ميشال عون قوة نيابية في اقضية البترون -بشري -زغرتا – الكورة.
لكن على ما يبدو، فان القوات التي تدرس بدقة موضوع الدائرة الانتخابية المسيحية الكبيرة في الشمال، فانها لم تحدد بعد مرشحيها، بينما قد ارتسم في ذهن الوزير سليمان فرنجية رئيس تيار المردة الاسماء التي ستكون حليفة له في قضاء البترون، ام في الكورة ام في زغرتا ام في بشري.
حظ كبير لميشال معوض
ويلعب قضاء بشري دورا هاما بالنسبة الى التأثير على الانتخابات في هذه الدائرة، ذلك ان حزب القوات يملك حوالى 20 الف صوت في قضاء بشري، بينما لا يملك اي حزب اخر في قضائه هذه النسبة العالية اي بنسبة 80 في المئة من القضاء الذي هو فيه، فاذا كان الوزير سليمان فرنجية شخصيا يملك قوة 80 في المئة في زغرتا وقضاء زغرتا لكنه لا يستطيع تجيير الاصوات التي تؤيده وهو الزعيم الاقوى في قضاء زغرتا لبقية المرشحين معه في اللائحة، كما يتمتع هو في هذه الشعبية، بل يستطيع دعم المرشحين معه في اللائحة، لكن هنالك صعوبة في تجيير كامل الاصوات التي تؤيد فرنجية للمرشحين معه في لائحة زغرتا. وعلى ما يبدو فان هنالك حظا كبيرا لميشال معوض في ان ينجح في الانتخابات القادمة ذلك انه سقط سنة 2009 على 800 صوت فقط، فانه ليس بعيداً هذه المرة عن النجاح في الانتخابات النيابية في قضاء زغرتا.
لكن يبقى من يكون حلفاء ميشال معوض في اللائحة عن قضاء زغرتا؟
واذا كان الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الحزب القوي في قضاء الكورة، فان حزب القوات لديه قوة كبيرة وهنا لا ننسى ان حزب الكتائب له ايضا قوة، وفي مطلق الاحوال لا يمكن تجاهل قوة العونيين في اقضية البترون – بشري – زغرتا – الكورة، لان لدى العونيين نسبة هامة من الناخبين من خلال جمعهم في دائرة واحدة، ويمكن تأثير قوة حزب التيار الوطني الحر، اي الحزب العوني، بنسبة 30 في المئة او 25 في المئة، في اعطاء نسبة ناخبين الى لائحتين احداهما تكون لزعامة الوزير سليمان فرنجية، واخرى لزعامة الدكتور سمير جعجع.
اهم المعارك
معركة بشري – زغرتا – الكورة – البترون ستكون هي اهم معركة انتخابية في الدوائر الانتخابية كاملة في لبنان. وستحدد القوة المسيحية التي يتمتع بها الوزير سليمان فرنجية، والقوة المسيحية التي يتمتع بها الدكتور سمير جعجع، واذا كان البعض قد تحدث عن تقارب بين حزب القوات وتيار المردة فيبقى ذلك في اطار الزيارات واللقاءات واللياقة بينهما، وانهاء الصراع الدموي الذي حصل في الماضي، لكن من حيث السياسة، فانه لا يمكن ابدا التفكير في ان يكون فرنجية وجعجع متحالفين في لائحة واحدة، وهذا من المستحيلات، بل ستكون المعركة بين لائحة الوزير فرنجية ولائحة الدكتور سمير جعجع.
ومن هنا ستظهر صورة من هو الزعيم المسيحي الاقوى على مستوى الشمال. لان الاقضية الـ 4 هامة للغاية، سواء قضاء بشري، ام قضاء زغرتا، ام قضاء الكورة، ام قضاء البترون.