هل يتحوّل اختفاء المطرانىن الى لغز يُشبه قضيّة الإمام الصدر؟ المطرانان المخطوفان على مشارف العام الثالث
لا مُفاوضات ولا فدية ولا مطالب للخاطفين
بعد يومين يدخل غياب المطرانىن المخطوفىن لدى «داعش» عامه الثالث، ففي 22 نيسان قبل عامين اختطف المطرانان يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي قرب الحدود التركية بين حلب والحدود التركية السورية على يد «عصبة الانصار»، التنظيم الذي اختفى واضمحل ليحل محله «تنظيم الدولة الإسلامية» الذي يتردد انه يحتفظ منذ ذلك الوقت برجلي الكنيسة الأرثوذكسية كما تتناقل الروايات والمعلومات المتحدثة عن إختفاء المطرانين الارثوذكسيين.
عامان مضيا على اختفاء المطرانين دون ان تتوفر معلومات حيثية وواقعية او دلائل حسية تشير الى اماكن تواجدهما او مجرد بقائهما على قيد الحياة فلا صور ولا تقارير ولا مطالب للخاطفين ولم تتبن اي جهة خطفهما رسمياً ولم يطالب احد بمبالغ مالية او فدية، ولا طرح احد مبادلتهما بمعتقلين على غرار ما يحصل اليوم مع العسكريين المحتجزين لدى «داعش» و«النصرة»، فالملف كما تقول اوساط مطلعة يختلف بالكثير من جوانبه عن اي ملف خطف آخر ، فالجهات التي خطفت المطرانين وسلمتهم لـ «تنظيم الدولة الإسلامية» لم تفصح ولا مرة عن مطالبها وما تريده ولم تطالب بمبالغ مالية او بالإفراج عن ارهابيين محتجزين في السجون السورية او في لبنان ، مما جعل الملف محوطاً بالكثير من الغموض وعدم الوضوح.
وتضيف الاوساط ان اختطاف المطرانين لا يشبه قضية موقوفي أعزاز ولا راهبات معلولا، فهو الى حد ما حتى الساعة اقرب الى لغز لا احد يملك حل شيفراته بعد، والخوف الاكبر انه اقرب الى لغز إختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الذي طال سنوات طويلة تخللها صمت مطبق وغياب المعلومات، وهذا اللغز اطلق تكهنات وفتح الباب امام انطلاق مساحة واسعة من الشائعات وطرح العديد من السيناريوات والاحتمالات، فمنها من تحدث عن وجود المطرانين لدى «تنظيم الدولة الإسلامية» الذي ينتظر توقيتاً معيناً او تبدلاً ما في مجرى الاحداث ليكشف عن مطالبه، ومنها من تحدث عن سوء لحق باحد المطرانين وادى الى وفاته، فيما تحدثت معلومات عن بقاء المطرانين على قيد الحياة مع الإشارة الى ان احدهما يمر بظروف صحية معقدة نتيجة اصابته بارتفاع الضغط وامراض القلب، ومن السيناريوات المتداولة ايضاً ان المطرانين بخير وبصحة جيدة وان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تبلغ عبر جهات معينة انهما لا يزالان على قيد الحياة.
والواضح ان اوجه الاختلاف بين خطف المطرانين وعمليات الخطف الاخرى كثيرة، فقضية مخطوفي اعزاز لم تصل الى العام والنصف وراهبات معلولا لم تصل الى ثلاثة اشهر، وفي كلتا الحالتين كان هناك تواصل مع الخاطفين وتصوير فيديو ووثائق تؤشر الى بقائهم احياء اضافة الى مطالب للخاطفين وجهات مفاوضة، في حين ان خاطف المطرانين لقي حتفه بعد فترة والجهة التي اختطفت المطرانين اي عصبة الانصار قامت بتسليمهم الى «داعش» التي كانت في طور نموها في حينه، وهذه المؤشرات تدل الى تعقيدات الملف كما ان المعلومات المستقاة من عدة مصادر تؤكد الى ان مكان احتجازهما تبدل كثيراً لضرورات واسباب امنية ولوجستية تتعلق بسير المعارك والقتال وحيث على الارجح انهما احتجزا لفترة طويلة في الرقة السورية وتحديداً في جرودها.
وفي حين تقترب قضية العسكريين المخطوفين لدى «النصرة» من الحل حيث تتوقع اوساط خاتمة سعيدة لهذا الجرح المفتوح منذ فترة، فان ملف المطرانين اكثر تعقيداً فجولة البطريرك يوحنا العاشر على فرنسا ودول الخليج ، إضافة الى الاتصالات التي اجرتها جهات امنية ورسمية بقطر وتركيا لم تصل الى المستو المطلوب في ظل الغموض واللغز المحير للقضية ولذلك فان الكنيسة الأرثوذكسية في الذكرى الثانية لإختفاء المطرانين رفعت صلواتها ونداءاتها عل من يسمع ويساهم ولأن الصلاة ربما وحدها قد تدفع في اتجاه حل للقضية العالقة لدى الارهابيين الذين تطاولوا على «رجال الكنيسة»، وأضف الى اللقاءات التضامنية التي رفعت يوم امس في المناطق والكنائس الأرثوذكسية وكان محورها قضية المطرانين ووضع المسيحيين ومأساتهم في الشرق، تستمر الحركة الكنسية والعلمانية للمطالبة بالإفراج عن المطرانين، وينظم اللقاء الأرثوذكسي لقاء تضامنياً حاشداً يوم ألأربعاء تحت عنوان «لن ننسى ولن نسكت».