كنا نظن أنّ روسيا تقف الى جانب العرب منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خصوصاً بعد الخلاف بينه وبين الجانب الاميركي بالنسبة للسد العالي.
بقينا لسنوات طويلة نتكل على السلاح الروسي في ليبيا وفي العراق وفي سوريا وفي مصر… والسؤال البسيط: لو كان هذا السلاح جيداً هل كنا لنخسر حرب 67؟ وتلك لم تكن خسارة بل كانت هزيمة مدوية.
صحيح أنه بعد ست سنوات، وبعد اتفاق الدول العربية مصر وسوريا والسعودية والجزائر والكويت والعراق والاردن تحقق انتصار لأوّل مرة في التاريخ على إسرائيل، ولكن علينا أن لا ننسى أنّ السلاح الذي أعطانا اياه «ليونيد بريجنيف»، الرئيس السوڤياتي آنذاك، والذي اعتبر أنّ هزيمة 67 هي هزيمة للسلاح الروسي، فمنح سوريا ومصر («سام 6») وبالحقيقة كان فاعلاً، وكان بطل حرب 73 وحيث كان تفوّق طائرة الميراج فرنسية الصنع لدى إسرائيل استطاعت صواريخ «سام 6» أن تعطل تفوّق الطيران الاسرائيلي وهكذا استطعنا أن نغيّر التاريخ.
جاء كيسنجر وأقامت أميركا جسراً جوياً مع إسرائيل، وكانت الدبابات والطائرات الاميركية تأتي مباشرة للدفاع عن إسرائيل.
هدد الاميركيون الرئيس أنور السادات باستعمال السلاح النووي إذا لم يتوقف الجيش المصري عن التقدّم في سيناء… فاضطر الرئيس المصري لأن يجنح للسلم وأوقف الحرب، وأعلن في خطاب متلفز قائلاً أنا لا أستطيع أن أحارب أميركا.
والباقي معروف أي اتفاق «كامب ديڤيد».
سقنا هذه المقدمة لنعطي العلاقات العربية – الروسية بعداً سياسياً ولنقول إنّ روسيا لا يهمّها العرب.. فقط تهمها مصالحها.
اليوم تفيد المعلومات المتوافرة أنّ موسكو على استعداد لعقد مؤتمر من أجل إرجاع النازحين الى سوريا، ولكن هناك مشكلة التطبيع مع النظام السوري.
وهنا عندنا بعض الأسئلة:
أولاً: هل النازحون السوريون هم مواطنون سوريون؟ وإلاّ فما هي جنسيتهم؟
ثانياً: هل لبنان مسؤول عن النازحين أو أنّ النظام السوري هو الذي يجب أن يهتم لأمر شعبه؟
ثالثاً: لو عدنا الى الأسباب التي أدت الى نزوح مليون ونصف مليون نازح سوري الى لبنان وأربعة ملايين الى تركيا ومليون الى الأردن، أليْس السبب هو النظام؟
رابعاً: لماذا رفض النظام أن يتفاوض مع شعبه، وبدلاً من ذلك رد على التظاهرات بالحديد والنار بالمدافع والدبابات والبراميل المتفجرة؟
لذلك عندنا سؤال للقيادة الروسية التي أبدت نيتها بأن ترعى هكذا اجتماعاً: هل تثق بالنظام السوري أولاً؟ وما هي الضمانات للنازحين للعودة خصوصاً أنّ هناك شروطاً وهي أنّ النظام هو الذي يحدد المكان والزمان لعودة النازحين.
ثانياً: ماذا عن الخدمة العسكرية الإلزامية للشباب بين 18 و40 سنة، إذ عليهم أن يخدموا في الجيش، فمن هو المستعد لأن يعود الى الميليشيات العلوية؟ وما هي الضمانة في بقائهم آمنين؟
هذا النظام قتل مليون مواطن سوري وحوّل الشعب المسالم الى ضحايا بيد «داعش» وأمثاله من المتطرفين خصوصاً أنّ «داعش» صناعة سورية – عراقية – أميركية… إذ انّ بشار الأسد ونوري المالكي هما اللذان أطلقا من السجون في سوريا والعراق أكثر من 4000 من السجناء المتطرفين، طبعاً بالتنسيق والترتيب مع الاميركيين وغيرهم فاستطاعوا استقطاب جميع المتطرفين من مختلف أنحاء العالم.
لو كان هذا النظام يريد شعبه ويريد حقاً عودته… المسألة بسيطة جداً هناك مرجعية أمنية لبنانية تقود هذه العملية، وبإدارة حكيمة استطاع اللواء عباس إبراهيم مدير عام الامن العام إعادة 170 ألف مواطن سوري بطريقة مشرفة وبدون ضجة، لذلك لماذا لا يترك هذا الموضوع في عهدته؟!.
أخيراً، التطبيع مع النظام الحالي شبه مستحيل والجميع يعلم لماذا؟
عوني الكعكي