اذا كان التفاهم الوطني على موضوع النازحين السوريين متعذراً، او ربما مستحيلاً، فمن الافضل ان يفجر الحكومة اليوم، قبل ان يفجر البلد غداً، لان موضوع النزوح السوري يشبه الى حد بعيد موضوع اللجوء الفلسطيني في سنة 1948، مع فارق وحيد هو العدد، فعدد اللاجئين الفلسطينيين كانوا في حدود المئة الف لاجىء، ومع ذلك استطاعوا في خلال عقدين من الزمن، الدخول في حرب التهمت اكثر من 100 الف لبناني، غير الجرحى والمعوقين، فكيف بوجود مليون ونصف المليون نازح سوري اذا بقوا على ارض لبنان.
بصراحة، وبعيداً من الاتهام بالعنصرية والشوفينية واللانسانية، يجب الا يفكر احد، او يتصرف احد، لبنانياً كان او عربياً او اجنبياً، على ان النازحين السوريين هم من مسؤولية لبنان، بل هم من مسؤولية من هجرهم، ويشترك في هذه المسؤولية النظام السوري، والمنظمات التكفيرية الارهابية المتوحشة، والدول والقوى التي شاركت وتشارك في الحرب والذين يحرصون على سلامة النازحين، نسألهم اين حرصكم على سلامة الشعب اللبناني، الذي يجوع ويهاجر وتتفكك عائلاته، ولا يجد ابناؤه العاجزون عن الهجرة اي عمل متاح فينصرفون الى المخدرات وغير المخدرات.
اذا كان هناك جدية في اعادة النازحين، فمسؤولية سلامتهم تقع على السلطات السورية والدول الموجودة على الارض مثل روسيا، وايران، والولايات المتحدة الاميركية، وتركيا والمليارات التي تقدم لهم في لبنان، يمكن ان تبني لهم بيوتاً ومخيمات محترمة يعودون اليها، ويساهمون في بناء بلادهم، بدلاً من مزاحمة اللبناني على لقمة عيشه واستنزاف ماليته وبنيته التحتية.
معروف ان لبنان هو بلد هجرة، وليس بلد استيطان، لكنه تحوّل الى بوابة مشرّعة لكل غريب، ليس بقصد «الترانزيت» بل للعمل من اجل ان يتحوّل لبنان، وطناً بديلاً.
هذا الواقع المرّ، يجب ان يتوقف سريعاً، واذا كان النازحون السوريون، واللاجئون الفلسطينيون وغير الفلسطينيين، غير مرغوب بعودتهم الى بلادهم، فمساحات الدول العربية وغير العربية هي بحجم قارات، والله انعم عليها وعلى شعوبها بخيرات كثيرة، لا بأس ان هي شاركت اخوة لها.
يا جماعة الخير، الناس يكذبون، لكن الارقام لا تكذب.
51 بالمئة من الولادات في لبنان، هي للسوريين والفلسطينيين، و«مكنة» الانجاب لا تقف ولا تتعطل، ولا تأخذ فرصة.
بالنسبة الى البشر، يتمّ النموّ السكاني وفق معادلة 2-4-8-16-32، الى آخره، اما بالنسبة الى النموّ الاقتصادي، فالمعادلة هي 1-2-3-4 الى آخره.
الا ترون اعزائي القراء، انه حان الوقت ليبني لبنان جداره المنقذ على طول حدوده البرّية، بعد عودة غير اللبنانيين الى بلادهم؟؟