IMLebanon

مفتاح العودة

 

قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إن الغرب لا يساعد لبنان في عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وتحدث بو حبيب عن أن هناك الكثير من المناطق الآمنة في سوريا التي يمكن لهؤلاء العودة إليها.

 

هذا الكلام لوزير الخارجية يظهر إنه غير مدرك للكثير من الحقائق المتعلقة بعودة النازحين السوريين وأولها أن قرار عودتهم هو بيد النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الأسد.

 

المناطق الآمنة التي تحدث عنها الوزير بو حبيب تقع تحت سيطرة قوات النظام والقوات الروسية والقوات الإيرانية والتنظيمات المسلحة التابعة لها، فعودة النازحين إلى هذه المناطق يجب أولاً أن تكون بموافقة السلطات السورية وبموافقة قوى الأمر الواقع الموالية والداعمة لها الموجودة على الأرض.

 

وإنطلاقاً من هذا الواقع فإن المحادثات التي أجراها الوزير بو حبيب مع المسؤولين الروس يجب أن تكون قد أفضت إلى نتيجة إيجابية وعملية في إعادة النازحين، وإلا يكون كل الكلام عن تعاون روسي هو في إطار ذرّ الرماد في العيون.

 

وزيادة على ذلك يتمتع الفريق الذي ينتمي إليه بو حبيب، وهو فريق رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”، بعلاقات ممتازة مع الرئيس الأسد ومع “حزب الله” الذراع الأساسي لإيران في سوريا، ولذلك يفترض بالنظام السوري وبـ”حزب الله” أن يسهّلا عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وتحديداً إلى المناطق التي يسيطرون عليها، والتي شهدت تهجير آلاف السوريين من قراهم وبلداتهم وأحيائهم، فما هو المانع إذاً؟

 

كيف يمكن للغرب أن يمنع عودة النازحين أو ألا يسهلها، فهل اعترضت الدول الغربية مثلاً على قوافل العودة التي نظمها الأمن العام اللبناني؟ ولماذا لم ينجح “حزب الله” في تنظيم عودة النازحين رغم أنه شكل لجنة لذلك ووضع آلية للراغبين في العودة؟

 

قد يقول البعض بأن النازح باق في لبنان لأنه يحصل على مساعدات بالدولار ويتلقى الطبابة والتعليم، وأن كل ذلك يشجعه على البقاء في لبنان، وأن الوسيلة الوحيدة لدفعه للعودة هي وقف هذه المساعدات، فهل لدى الذين ينادون بهذا الطرح تأكيدات وضمانات بأنه سيؤدي إلى العودة الطوعية والآمنة لهؤلاء؟ وإن لم يعودوا هل سيعيدونهم بالقوة؟

 

من يملك مفتاح عودة النازحين إلى سوريا لا دول الغرب ولا العرب ولا من يحزنون، هذا المفتاح هو بيد النظام السوري وحلفائه فقط، ولأن هؤلاء لا يرغبون بعودة واسعة للنازحين يجدون المبررات والحجج من أجل إلصاق تهمة العرقلة بغيرهم، فمن هجّر هذه الشريحة الواسعة لن يكون بالتأكيد راغباً في عودتها وربما يكون أنصار النظام في لبنان أكثر عدداً من النازحين، أليس لسان حال الممانعة في لبنان أن لا معارضة في سوريا وأن الإقبال على انتخاب الرئيس الأسد في لبنان من قبل آلاف السوريين هو الدليل على ذلك؟ فمن سنعيد عندها؟ النازحين المعارضين إذا وجدوا أم المؤيدين للنظام؟