لا تكتمل سردية النزوح السوري في مقامات بعض اللبنانيين، وخصوصاً منهم هؤلاء الذين استمرأوا الفجور وظنوا فيه وسيلة عبور الى غايات واحتمالات تخصهم وتفيدهم وتعينهم!
والتزوير عندهم جزء من عدّة الشغل. وأوله محاولة الذهاب الى الخطأ (الذي هو الارهاب!) وتسويقه على انه سمة شعب بأسره. وهوية جامعة لقوم بعينهم! وقبل ذلك التعميم إشاعة كمٍّ من الترّهات والتخرّصات، وبشكل مدروس ومقصود، للتغطية على السبب والتركيز على النتيجة!
أول التزوير وأساسه تغييب حقيقة ـ فاجعة! تقول إن السوريين النازحين الى لبنان هم جزء من ملايين السوريين الذين نكبهم بشار الأسد ودفعهم الى ترك بيوتهم وأرزاقهم وتواريخهم وأراضيهم وجنى العمر ودفعهم الى المنافي بالنار والعار والاستبداد والاجرام وكل ادوات الارهاب وفصوله وأساليبه وطرقه وعاداته..
وأول التزوير وأساسه هو تغييب حقيقة ثانية تقول، إن اكثر المتنطّحين لأبلسة عموم النازحين الى لبنان، هم من أعان بشار الاسد على هذه النكبة. ولا يزال ينظّر ويُعلّل ويفسّر ويبرّر كل ذلك الإجرام الكاسح والكالح، ويعتبره حرباً على الإرهاب التكفيري!
وأول التزوير وأساسه هو تغييب حقيقة ثالثة تقول إن أغلبية النازحين في لبنان (أغلبيتهم القصوى) لا حول لهم ولا قوة، في حين ان المقابل لهم، اي اللبناني «الموجود» في سوريا هذه الايام مدرّع كامل التدريع! يفعل ما يفعله! ويرتكب ما يرتكبه! مقاتل بالنار ومصرّ على قتاله! وأبرز خلاصات ارتكاباته تلك هي محاولة اللعب بالتركيبة السكانية البشرية للمناطق التي يسيطر عليها! فدفع من دُمِّرت بيوتهم الى لبنان، بانتظار تحضير بديل «ملائم» ليرث تلك البيوت ويعيد تعميرها والسكن فيها.. وكان الله يحب المحسنين!
وأول التزوير وأساسه هو المشاركة المحلية الواعية في السياسات الدولية (الأميركية أولاً والروسية ثانياً) المتقاطعة عند خبرية محاربة الارهاب من دون المسّ بما تبقى من سلطة بشار الأسد! مع ان الفصل بين المعطيين لا يليق بحسابات غرّ في السياسة والعسكر وأحوال هذه المنطقة المنكوبة! ومع ان المقصود الاخير هو ابقاء هذه النيران على وتيرتها واستخدامها لغايات ومصالح لا احد يمكنه ان يحصرها في مجملها، لكن يمكن ببساطة الحكم بأنها سيئة النية إزاء الأكثرية العربية والإسلامية أولاً، وأنها تُبنى على دماء السوريين ثانياً! وأن أصحابها لا يتوقفون كثيراً أو قليلاً، عند المعاناة الهائلة التي تصيب شعوب المنطقة بالإجمال، ولا عند الأثمان الفلكية التي تدفعها ثالثاً!
أول التزوير وأساسه في لبنان، هو تغييب بديهة تقول، إن عودة النازحين الى سوريا تستوجب «عودة» اللبنانيين من سوريا أولاً! والدفع باتجاه التعجيل بإسدال الستار على ما تبقى من سلطة أسدية لا يستحق بقاؤها كل هذا البلاء!