IMLebanon

الدولار يحكم العالم

  قبل تنفيذ العقوبات الأميركية على إيران بدأ الاقتصاد الايراني الذي يعاني أساساً ومنذ زمن طويل من انخفاض سعر صرف «التومان» (أو الريال) الايراني.

 

في العام 1979 كان سعر صرف التومان 70 مقابل كل دولار، عام 2013 وصل الى 36 ألفاً، وفي هذه السنة يراوح بين الـ60 ألفاً والـ85 ألفاً، وهذا انهيار لم يحصل في تاريخ العملات.

المضحك المبكي أنّه بدل تحسين الاقتصاد ذهبت الدولة الى تهديم محال الصيرفة.

الشعب الايراني 85 مليون نسمة، وبدلاً من إنفاق الأموال على الشعب ينصرف الى كيف يعطي مليارين من الدولارات لـ»حزب الله»: مليار على السلاح ومليار رواتب.

وكما حنا كما حنين، (كما يُقال) فإنّ الليرة التركية، وبعد وصول حزب العدالة وتحسين الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الليرة ازاء الدولار، لم تكتمل الفرحة، بل على العكس عاد الانخفاض مجدداً.

مرّة من المرّات حاولت تركيا رفع الفائدة فوصلت الى 50%، ولكن من أسف فالتضخم وانهيار العملة قضيا على هذه النسبة المرتفعة، على سبيل المثال: لو صرفت ألف دولار كانت تساوي مئة مليون ليرة، بموجب الفائدة، بعد سنة طلبنا أموالنا أعطونا 30 مليون ليرة، ولو أردت أن أصرفها عند الصيرفة تعطينا 800 دولار… أي أنّ الخسارة واضحة.

والأسوأ أنّ أردوغان يطالب الاتراك بتحويل الأموال الصعبة الى الليرة التركية، وهذا طلب لم يلقَ تجاوباً، لأنّ أحداً لا يذهب الى هدر أمواله.

والدعوات والتوسّل الى وقف انهيار الليرة التركية لم تصل الى نتيجة، فالإنهيار ماض من سيّىء الى أسوأ…

وفي هذا السياق، يسلّم الروسي على الايراني والتركي… فقد تراجع سعر صرف الروبل الروسي أمام الدولار بمقدار خمسة روبلات في غضون يوم واحد في بورصة موسكو الدولية للعملات، ووصل سعر صرف الدولار الى 63 روبلاً لأوّل مرة منذ كانون الاول 2016.

ويعزى سبب الهبوط الى العقوبات الاميركية الأخيرة ضد شخصيات ومؤسّسات إقتصادية روسية مقرّبة من الكرملين.

وتشهد سوق الأسهم الروسية تراجعاً ملحوظاً في قيمة أسهم الشركات والبنوك الرئيسية.

كما تضرّرت الأسهم المرتبطة بروسيا المدرجة في أوروبا أمس الاثنين جراء العقوبات الجديدة.

وقدّرت خسائر الشخصيات والشركات الروسية التي فرضت عليها العقوبات بأكثر من 15 مليار دولار في غضون يومين.

في الأثناء، قال رئيس بورصة موسكو ألكسندر أفاناسييف امس إنّ الاقتصاد الروسي اجتذب الى ميزانيات روسيا من جميع المستويات 5.3 تريليونات روبل (ما يعادل 82.8 مليار دولار) في عام 2017، ووصف هذا الرقم بكونه «الرقم القياسي المطلق الذي رأيته في بورصة موسكو»، وفق ما أوردت وكالة سبوتنيك الروسية.

ومع هذه الإنهيارات نجد أنّ الدول الثلاث تحارب في سوريا… ومعروف ما يترتب على خوض الحروب من ضخ أموال بكميات هائلة…

فالمصير حتمي ومعروف.

عوني الكعكي