IMLebanon

الهبة الايرانية غير التسليح؟!

الشيء الغريب في المفهوم السياسي – الديبلوماسي ان عبارة «دعم الجيش اللبناني» تحولت الى «تسليح الجيش اللبناني» والفرق كبير وشاسع بين العبارتين  اللتين نسبتا الى الخارجية الايرانية والمسؤول الايراني الذي زار بيروت اخيرا، وادى الى اشكالات في المفهوم الذي قصده وترك اثرا طيبا في انفس من يهمه امر ايران في لبنان مثل حزب الله ومن لف لفه، ما يتطلب انتظار بعض الوقت لمعرفة حقيقة ما قصدته طهران وما اذا كان الموضوع مقتصرا على جدية الدعم وماهية التسليح، خصوصا ان لبنان مرتبط بتفاهمات دولية – اقليمية تحول دون حيازته بعض انواع الاسلحة الثقيلة مثل الطيران الحربي ومثل صواريخ ارض – جو، وهي امور غابت عن اذهان بعض المسؤولين الذين لم يعرفوا  ان ثمة اصولا في التسلح من الصعب تجاوزها، حيث هناك اعتبارات من الواجب التمسك بها، لاسيما ان مصادر التسلح الاساسي لدى الجيش اللبناني يجب اخذها في الاعتبار مثل  تعدد المصادر بما في ذلك تعدد الاختصاصات!

يقال في هذا الصدد ان اللبنانيين من المسؤولين قد فهموا الكلام الايراني على غير ما قصده المسؤولون في طهران لذا يستحيل القول ان الامور مرشحة لان تتم بحسب ما تعهد به الكلام الديبلوماسي وهذا يجب انتظار توضيحه خلال زيارة وزير الدفاع سمير مقبل الى طهران الاسبوع المقبل قبل ان يبنى على الشيء – الكلام مقتضاه مع العلم ان المسؤولين على مختلف توجيهاتهم يهمهم ان تصل هبة السلاح الايراني الى ما يلبي حاجة الجيش من غير حاجة الى تكبير الهبة ونوعيتها (…)

لهذه الاسباب من المستحيل ان تسفر الهبة صراحة عما يحتاجه لبنان من اسلحة ومعدات، بعدما سبق لموسكو ان وعدت بتقديم طوافات عسكرية لم يعمل بها لاسباب في مقدمها ان الروس كانوا ينتظرون من لبنان ان يشتري منهم العتاد الحربي وعدم الاكتفاء بالهبة الشكلية التي لم تكتمل لاعتبارات غير معروفة؟!

وتجدر الاشارة في هذا الصدد، الى ان طهران فازت بمناقصة لبنانية لترميم محطة توليد الطاقة في دير عمار بمبلغ 870 مليون دولار، لكنها لم تف بتعهداتها من غير معرفة الاسباب ما ادى الى اشكالات لاحقة ولم تدفع ايران البند الجزائي الذي تولد عن استنكافها العمل ببنود المناقصة الكهربائية التي عادت ورست على شركة «مونو» الايطالية ما ولد في تلك الاونة خلافا ديبلوماسيا بين بيروت وطهران لا يزال عالقا الى الان، لاسيما ان تعهدات اخرى بمساعدة ايران للبنان في مجالات السدود والري لم يعمل بها لاسباب غير معروفة باستثناء ما قيل عن ان لبنان يتعامل مع اميركا والغرب بالعملة الصعبة فيما لم يبد استعدادا لشراء معدات ومواد من الاتحاد السوفياتي سابقا  وروسيا حاليا!

اشارة اخرى في هذا المجال الى ان المساعدات العينية الروسية في هذه الايام لم تكتمل طالما ان الولايات المتحدة الاميركية تغرق السوق اللبنانية بمساعدات – خردة غير مدفوعة الثمن وتعلن جهارا انها قدمت كذا وكذا للجيش اللبناني كما حصل اخيرا وفي اوقات متفاوتة، ويقال ايضا من جانب الديبلوماسيين الروس ان لبنان يعقد صفقات اسلحة مع فرنسا، من غير حاجة الى ان تتعدد مصادر التسلح لديه، خصوصا ان صفقة الهبة السعودية لشراء اسلحة (ثلاثة مليارات دولار) لم يذهب منها قرش واحد الى غير الفرنسيين، مع العلم ان صناع السلاح في اميركا وبعض الدول الغربية قادرون على تأمين حاجات لبنان الى بعض انواع السلاح، من دون ان يؤثر ذلك على قرار السلطة اللبنانية ومعها قرار الواهب السعودي خصوصا ان هناك استحالة امام فرنسا لتأمين ما يحتاجه لبنان من اسلحة في القريب العاجل لاسيما ان هناك مليار دولار (هبة سعودية اخرى) لم تتوضح مجال صرفه.

وفي عودة الى الهبة الايرانية فان مصادر حكومية مطلعة قالت ان من واجب الحكومة شكر السلطة في ايران على خطوتها وهذا ما سيبلغه الوزير مقبل الى المسؤولين الذين سيلتقيهم في اثناء زيارته قريبا الى طهران مع العلم ان الايرانيين لم يحددوا مجال تقديم الهبة الى الجيش وما اذا كانت تسليحا او مجرد عتاد حربي من غير الذي ستؤمنه الهبة السعودية من صناعة فرنسية حيث يقال ايضا ان الجيش اللبناني في حاجة الى تدريبات بامكان الايرانيين تأمينها في بعض المجالات التخصصية بالنسبة الى ما يحتاجه الجيش اللبناني؟!