IMLebanon

حلم الدولة.. بعد الانسحاب

كان الحلم عند المسيحيين في لبنان أن يخرج الجيش السوري من هذا البلد وتحقق لهم ذلك في العام 2005. إلا أن التعاطي من قبلهم مع هذا الحدث لم يكن على المستوى المطلوب فلم يستطيعوا ترجمة هذا الإنجاز إلى واقع سياسي يجسد بالفعل تطلعات السيادة والحرية والاستقلال.

وإذا كانت هذه هي نظرة الكثيرين للمسيحيين إلا أن بعض من كان منهم ضالعاً في تفاصيل ما سبق وما تلا الانسحاب السوري من لبنان يرى أن للمسيحيين وتحديداً الموارنة الفضل في إطلاق شرارة انتفاضة الاستقلال.

وفي هذا الإطار يقول منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد «إن انتفاضة الاستقلال هي فكرة مارونية انطلقت من بكركي مع النداء الأول في أيلول من العام 2000 يومها اتخذ القرار بمواجهة الوصاية السورية حتى إخراجها. وقد توسعت هذه الدائرة المسيحية مع لقاء قرنة شهوان وتعززت وطنياً مع المصالحة في الجبل وعرابيَها البطريرك صفير والنائب وليد جنبلاط وصولاً الى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما شكله من دفع وطني لانتفاضة شعبية في وجه الوصاية السورية أدت إلى إخراجها من لبنان«.

ويؤكد سعيد أن «هذه الانتفاضة حققت الكثير للمجموعات المسيحية في لبنان، فهي أعادت قادتهم إلى الساحة السياسية بعدما كانوا منفيين أو في السجن، كما سمحت لهم بتشكيل كتل نيابية ووزارية وازنة كانت تأمل بناء دولة قوية.«

هذا الأمل بدّده بحسب سعيد «حلول حزب الله مكان الاحتلال السوري والتمسّك بسلاحه في المعادلات الداخلية فشكّل ما يشبه دار أيتام لأتباع النظام السوري في لبنان وانتهج سياسة تعتمد على الاستنفار الطائفي والمذهبي، ما اضطر باقي اللبنانيين الى مجاراته والتشبه بنهجه. وبالرغم من كل ما جرى طوال الـ11 عاماً الماضية ظل الحزب يتمسك بهذا النهج للتعامل مع الدستور والدولة، لافتاً إلى أن ذلك «حوّل الدولة إلى مجال لتقاسم السلطة والنفوذ والتعطيل كما هو حاصل حالياً في رئاسة الجمهورية«.

وأكد سعيد أن «عوامل كثيرة اعاقت عملية بناء الدولة التي كان يجب أن تولد من رحم انتفاضة الاستقلال ومنها الحرائق في سوريا والعراق وما نجم عنها من استقطاب مذهبي«، موضحاً «أن انتفاضة الاستقلال أسقطت حزام الأمان الأول حول النظام السوري وهو الوصاية على لبنان، فيما أسقط الشعب السوري حزام الأمان الثاني وهو القمع الذي كان يمارس بحقه، ويبقى حزام الأمان الثالث الذي توفره إسرائيل لذاك النظام«.

وبانتظار أن يسقط هذا الحزام الأخير وان يعود «حزب الله« إلى كنف لبنان من دون استخدام السلاح، يدعو سعيد اللبنانيين إلى الصمود من خلال التمسّك باتفاق الطائف والدستور.