IMLebanon

قرع طبول الرئاسة يصمّ الآذان عن تأليف الحكومة

 

لم يسبق أن جاهر رئيس جمهورية بعد مضي أقل من عامين على تولّيه مهامه، بالحديث عن «الشخصيّة» التي تتصدّر السباق الرئاسي لخلافته! فقط ميشال عون فعلها. قد يبدو ذلك لبّ المشكلة التي ستواجه العهد مع «حلفائه» وأخصامه حتى نهاية الولاية.

قرع طبول الرئاسة باكراً يصمّ الآذان عن السماع بتأليف الحكومة. وفق المعلومات، تلقّى الحريري نصائح قبل أيام من قريبين منه بتقديم تشكيلة ثانية للرئيس عون يردّ فيها، برأي هؤلاء، على الضغط الذي يتعرّض له من رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل، بالمبادرة وتقديم ما لديه. وفي حال رفضها، يؤكّد القريبون منه، يكون قد وضع الكرة في ملعب «الرافضين» وأصحاب السقوف العالية، لكن من دون أن يقوده الامر بأي حال الى الاعتذار.

مصادر الوزير باسيل تقول في هذا السياق، إنّ «أي تشكيلة حكومية يقدّمها الحريري يكون فيها «أسيراً» لمطالب النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع سيكون مصيرها الرفض الكامل». فيما تنقل المصادر نفسها عن الحريري قوله أمام الحلقة الضيّقة المحيطة به: «حلّ العقدة الدرزية عندي، لكن الأهمّ والاصعب حلّ العقدة المسيحيّة بين «القوات» و»التيار».

وفيما «أفتى» الرئيس عون بتجيير أزمة الحقيبة السيادية إلى الحريري لحلّها مع «القوات»، فإن المعلومات تشير الى أنه مقابل تنازل «التيار» عن حقيبة الخارجية فإن الثمن الذي قد يدفعه الحريري هو أعلى، وذلك «عبر التفاوض مجدداً على حقيبة الداخلية أو المطالبة بحقائب دسمة جداً»، ما قد يصعّب عملية التأليف أكثر.

قبل أيام اعترض الوزير غطاس خوري على تسريب خبر اللقاء مع الوزير ملحم الرياشي والنائب وائل أبو فاعور الى الإعلام، في الوقت الذي كان فيه الحريري وجعجع خارج البلاد في إجازة. اللقاء الثلاثي لم يكن سوى «ملتقى» إضافي للنق وتأكيد حال المراوحة الحكومية، لكنّ أهميته هي في رفض تيار «المستقبل» الإيحاء بحصول تكريس لمحور بيت الوسط -كليمنصو-معراب في مواجهة محور العهد، وإن كان كل مسار تأليف الحكومة يؤكّد ذلك! كان لافتاً في الأيام الماضية، عدم ردّ الحريري على «القصف» الباسيلي والعوني عليه، بما في ذلك الكلام الاعلامي المسرّب عن لسان رئيس الجمهورية بحق الرئيس المكلّف .

زوّار بيت الوسط لا يتردّدون في الإشارة الى أن الحريري، المُتمسّك بصلاحيات الرئاسة الثالثة والمطالب، ولو ضمنياً، بتعديل بوصلة التسوية الرئاسية، قد لا يصمد طويلاً في معركة المواجهة مع العهد. وهو كلام سُمِع صراحة على لسان أحد أكثر الأصوات المتشددة داخل المستقبل»!

في المقلب الجنبلاطي ثمّة هاجس لدى «البيك»، بالرغم من عناده غير المسبوق في التمسّك بحصته الدرزية كاملة، بعدم استفزاز الطرف الشيعي والإيحاء بأنه يركب مجدّداً موجة «المحاور». وفي هذا السياق، تفيد المعلومات بأنّ جنبلاط رفض مؤخراً عرضاً قواتياً بمبادرة مشتركة، إن عبر لقاء بين جنبلاط وجعجع أو الإعلان عن تحالف سياسي، قائلاً: «لا تقحموني في سياسة المحاور»!