Site icon IMLebanon

الخلاف الاقتصادي بين التيار والقوات والمستقبل الى الواجهة

تدور سلسلة الرتب والرواتب ومعها يدور البلد وكل مستحقي السلسلة في حلقة «مفرغة» وفي تجاذب ميزان القوى. من جهة التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة امل ومن جهة ثانية بين التيار والمستقبل والقوات. وعنوان هذا التجاذب ظاهريا السلسلة وباطنيا اعادة بسط كل طرف نفوذه بعدما ارست «الصفقات» الثلاث رئاسة عون وحكومة الحريري وقانون الـ15 دائرة واقعا جديدا عنوانه نسف بعض التحالفات القديمة وإحلال اخرى مكانها او البقاء على قِدم التحالفات مع تجديدها بطرف او اثنين.

من جهة الثنائي الشيعي يبدو الملف الاقتصادي والمالي شائكا وهما لا يحبذان ان يكونا طرفا في سجال مالي او اقتصادي او آخر له طابع انقسامي كسلسلة الرتب والرواتب. فحزب الله وامل والتيار الوطني الحر يساندون مطالب الاساتذة والمعلمين كما يدعمون اقرار خطة اقتصادية واجتماعية تخفف من الاعباء الاقتصادية على المواطن واستيفاء الضرائب والرسوم لتمويل السلسلة وتخفيف عجز الخزينة من موارد غير جيوب الفقراء في حين يتصدى تيار المستقبل ومعه القوات اللبنانية لمطلب فرض الضرائب على البنوك والبيوعات العقارية وغيرها من القطاعات الخدماتية التي يدين معظمها بالولاء السياسي للقوات والمستقبل.

هذه القراءة يؤكدها قيادي بارز في الثنائي الشيعي ويتابع منذ فترة «احوال» الملفات الاقتصادية والاجتماعية وكيفية ربطها بالسياسة لتطييرها. ويوضح القيادي ان الامور الاقتصادية والمالية ليست على ما يرام وهي على طرفي نقيض بين التيار الوطني الحر وحزب الله وامل في مقابل المستقبل الذي يعرقل السلسلة وقطع الحساب ويجعله في موقع ضعيف ومحرج، بينما يعتبر الثلاثة ان الاستمرار بادارة الملف الاقتصادي بهذه العقلية يعزز الفساد والمديونية والزبائنية ويغرقنا في حسابات وبازارات ويضرب مصداقية العهد والرئيس العماد ميشال عون الذي تعهد في خطاب القسم وبيان الحكومة الوزاري وللثنائي الشيعي وفي تفاهم مار مخايل ان يكون سيفا في وجه الفساد وان يحقق قطع الحساب والموازنة الشفافة وان يضبط الهدر وان تقر الموازنة وان يعطى كل حق حقه.

ويؤكد القيادي ان ظاهر الخلافات اليوم اقتصادي وعنوانه السلسلة وقطع الحساب وخطة الكهرباء لكن باطنه سياسي. فالامساك بالملف الاقتصادي وخصوصا من رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفائه كالقوات يقوي من وضعه السياسي ويسمح له بتوفير «سيولة» يحتاجها لاعادة نفوذه الى الشارع السني ويعيد تزخيم حضوره المتآكل فيه. فالامساك بسيولة معقولة وبمراكز نفوذ تمكن الحريري وفريقه من الامساك بكل مواقع الطائفة السنية من وظائف وخدمات و«كوتا» الزفت والطبابة والاستشفاء. في حين تبدو القوات في موقع مالي حساس وفق القيادي بعدما «خفت» السيولة السعودية لذلك يسعى الدكتور سمير جعجع الى تحصيل مكاسب سياسية من وراء السلسلة واظهار نفسه «حاضنا» لقطاع المصارف والخدمات والعقارات الذي يساهم هو فيه عبر مجموعة من رجال الاعمال المقربين منه.

وعلى ابواب الانتخابات الفرعية خلال شهرين ونيف يسعى كل فريق وخصوصا السنة والمسيحيين الى تحصين ساحاتهم  كل واحد في ساحته الخاصة وان يخوض الانتخابات الفرعية كـ«بروفا» للانتخابات «الكبرى» في ايار المقبل.