Site icon IMLebanon

الوضع الإقتصادي على «كف عفريت».. والخرِّيجون يطرقون أبواب السفارات

    مرحلة جديدة تنتظر المنطقة.. ولبنان يغرق في خلافاته

    ماذا يفعل المسؤولون لمواجهة الرياح العاتية التي ستسبق التسوية التي اقتربت من النضوج في المطابخ الدولية؟

مع طي صفحة جبهة «النصرة» وتنظيم «داعش» في الجرود اللبنانية، ينتظر ان تدخل الساحة الداخلية مرحلة جديدة في التعاطي بين القوى السياسية، وقد بدأت ملامح هذه المرحلة تظهر من خلال التراشق الكلامي والاتهامات المتبادلة حول الكثير من القضايا التي تحيط بهذه المعركة منذ ان تمّ اختطاف العسكريين منذ ثلاث سنوات إلى لحظة الإعلان عن استسلام عناصر «داعش» والتسوية التي حصلت في ضوء هذا الاستسلام.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل في مقدور لبنان ان يتحمل المزيد من المناكفات والتشرذم في ظل المتغيّرات الدراماتيكية التي تحصل في المنطقة؟ وهل من الجائز التلهي بالتراشق الكلامي بينما الوضع الاقتصادي والاجتماعي وصل في لبنان أو يكاد يصل إلى الدِرك الأسفل؟

يُؤكّد مصدر وزاري في معرض اجابته على هذه الأسئلة بأنه من المعيب أن يحصل ما يحصل من مناكفات وتبادل تهم في هذه الظروف الحسّاسة والدقيقة حيث ان ملامح مرحلة جديدة تنتظر المنطقة، والمطلوب في هذه الحالة تحصين الوضع الداخلي في وجه أية رياح عاتية يمكن ان تسبق التسوية التي تعد في المطابخ الإقليمية والدولية.

وفي تقدير المصدر، ان الأنظار والجهود يجب ان تنصب على معالجة الوضع الاقتصادي الذي يقف على «كف عفريت»، بالإضافة إلى الالتفات إلى ما يعانيه النّاس من ضائقة اجتماعية ينتظر لها ان تتفاقم مع اقتراب العام الدراسي، وكذلك بفعل الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم وعلى وجه الخصوص المحيط العربي حيث سيكون لهذا الواقع المستجد ارتداداته السلبية على الوضع اللبناني، وبدأت هذه السلبيات تظهر من خلال ترك اعداد كبيرة من اللبنانيين أماكن عملهم في الخارج والعودة إلى بيروت من دون ان يكون لديهم أدنى معرفة بالمصير الذي ينتظر هؤلاء واسرهم.

ويؤكد المصدر الوزاري وجوب عدم استخدام أي ملف حسّاس في المعركة السياسية الموجودة لأن من شأن ذلك ان ينعكس على الشارع الذي هو في الأساس غير قابل للاهتزاز لأنه «يقف على شوار»، وفي حال انفلتت الأمور من عقالها فإن النتائج ستأتي وخيمة على الجميع من دون استثناء.

ويلفت المصدر النظر إلى شيء أساسي يحصل من دون اعطائه الانتباه الكافي من المسؤولين بمختلف أطيافهم وهي ارتفاع منسوب البطالة وازدياد اعداد الذين يطرقون أبواب السفارات لتأمين تأشيرات مغادرة للعمل في الخارج بعد ان ضاق بهم بلدهم وعجزوا عن إيجاد فرص العمل التي تضيع امام اعينهم بسبب استيلاء النازحين عليها، ان على مستوى المؤسسات أو العمل الافرادي وهذا بحد ذاته يشكل قنبلة موقوتة بالإمكان انفجارها في أي وقت ما لم يسارع أصحاب القرار إلى وضع خطة شاملة تضع حداً ليد المزاحمة.

ويكشف المصدر الوزاري عن شباب يحملون شهادات عالية يأتون إلى مكتبه طلباً لأي عمل مهما كان نوعه، ويقول: هل يعقل ان يطلب شاب حائز على شهادة في الهندسة العمل بأي شيء، ولو كأجير في أي مؤسسة؟!

ويخلص المصدر الوزاري إلى القول كفانا مهاترات وكفانا تجاذبات ومناكفات، وحان الوقت لإعطاء العناية الفائقة لأوضاعنا الداخلية قبل ان يحصل الانفجار الذي ستنجم عنه ثورة لا تبقي ولا تذر.

وفي السياق ذاته، فإن مصادر سياسية دعت للاستفادة من المناخات الموجودة في المنطقة والعمل على ترتيب البيت الداخلي من خلال نفض الغبار عن كل الملفات الموضوعة على رف الانتظار منذ زمن، وهي لا ترى أي مبرر لاستمرار الشرخ السياسي الموجود.

وفي رأي هذه المصادر ان لبنان مقبل على مرحلة جديدة من الازدهار في حال أحسن أهل الحكم قراءة الواقع المستجد في المنطقة، وباستطاعة هؤلاء توظيف قدرات اللبنانيين في ما هو آت من حالات بناء واعمار لا سيما في سوريا، حيث باستطاعة لبنان ان يكون جسر عبور إضافة إلى إمكانية الاستثمار، موضحا ان المنطقة الاقتصادية الخالصة في طرابلس في مقدورها ان تلعب دوراً محورياً في هذا الخصوص، مستغربة التلكؤ الحاصل في إتمام العمل بها لتكون قادرة على القيام بما هو مطلوب بعد ان تضع الحرب في سوريا أوزارها وتبدأ عملية الاعمار من قِبل الشركات الأجنبية التي بدأت تعد العدة للتوجه إلى المنطقة والتفتيش عن أماكن تمكنها من القيام بعمليات الاستثمار والبناء التي تدر عليها أموالاً كثيرة.