Site icon IMLebanon

مساعي الحلقة المفرغة؟!

 

نشطت في الاونة الاخيرة المساعي العربية والاجنبية ذات العلاقة بموضوع الانتخابات الرئاسية، لاسيما ان الزوار يتحدثون عن اسماء فيما يتكتم الاخرون على ما في جعبتهم منها، كي لا يقال انهم يتدخلون في امورنا وقضايانا  الخاصة، والذين في هذا الصدد الرئاسي لم يسجلوا اي حل كما لم يتقدموا في الاتجاه الذي يخدم ما جاؤوا من اجله اضافة الى ان هناك من بذل جهدا متكتما لم يطلع اية جهة عليه، لانه لم يعرف الى الان ما اذا كان احدهم قد اخذ بوجهة نظره؟!

لقد اكدت التطورات ان سعى الفاتيكان لم يصل الى نتيجة وهكذا  مسعى بكركي التي يفرض بها كمرجعية مسيحية – مارونية  ووطنية ان تضع الامور في نصابها  بلا طائل، وهذه من المرات النادرة التي يتدخل فيها زائر  روسي على امل المساعدة في حلحلة تعقيدات الرئاسة  الاولى، مع العلم انه سبقه في مسعاه زوار فرنسيون وايطاليون واميركيون لم يعرف الى الان ما اذا كانوا قد حققوا شيئا على صعيد الانتخابات الرئاسية التي تحتاج الى اكثر من كل ما تقدم كما يبدو.

الذين يرون العقدة الرئاسية تكمن في المواقف الداخلية منها من لديهم الحق في تصورهم بدليل عدم تأثر نوابنا الكرام بما يسمح لهم بتجنب الاتكال على النصاب ليتحكموا بالانتخابات، لاسيما بالنسبة الى عدم اجراء التصويت، من هنا يجب القول انه يستحيل على تكتل التغيير والاصلاح وحزب الله وبعض بقايا الحلفاء السوريين القول انهم مع هذا المرشح من دون سواه، حيث لا سابقة في الحياة السياسية في لبنان تقول ان لا مجال لاكثر من مرشحين جديين للرئاسة، ما يعني ايضا ان المرشح الثالث النائب هنري حلو غير جدي طالما اقتصرت اصواته على جهة سياسية معينة.

صحيح ان احدا لا يقدر على انتقاد تمسك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بمرشحه هنري حلو، لكن لا يعقل البقاء في هذه الدوامة على رغم كل ما يقال عن مسعى حواري تنشط بكركي على موجته لتجنب تكريس الفراغ الرئاسي مهما كلفها ذلك من تحرك يتخطى التباينات كي لا يكون القصد ابقاء الوضع على حافة الانفجار السياسي الذي يلوح في الافق بعكس كل ما يقال عن تدابير اخرى لها علاقة بحوار تيار المستقبل وحزب الله على رغم ما يقال عن نضوج المساعي بصدده!

صحيح ان المرشح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قد اعلن صراحة انه مستعد لان يتخذ موقفا من ترشحه في حال تفاهم مع المرشح العماد المتقاعد ميشال عون على حل مماثل يكفل المجيء بمرشح تفاهمي يجنب لبنان «صراع الديكة»، والاصح في هذا الصدد ان «الجنرال» قبل اقتراح خصمه شرط ان تجري الانتخابات على اساس اسميهما، بمعزل عن المرشح الجنبلاطي الامر الذي حمل الاخير على التمسك بالمرشح هنري حلو «كي لا يقال انه قبل بشروط عون وسواه»!

وفي المقابل، ثمة من زعم ان عون تلقى وعدا من حزب الله بتجيير اصوات كتلة جنبلاط لمصلحته، وهو ما دفعه الى شرط انسحاب حلو، فيما قالت اوساط اخرى ان جعجع متفائل بالنسبة الى سحب المرشح حلو لانه سيحصل على ثلاثة اصوات من الجنبلاطيين (مروان حمادة – فؤاد السعد – انطون سعد) اضافة الى صوت رابع قد يعطي صوته لجعجع في حال انسحب حلو من غير تحديد من هو او ما اذا كان ذلك «مكافأة» عربية ردا على مواقف جعجع من التطورات في سوريا (…)

لكن طالما ان عون مستمر في شروطه وهكذا بالنسبة الى جنبلاط من المؤكد ان الانتخابات الرئاسية ستبقى عالقة الى حين نجاح الحوار الماروني – الماروني، فيما هناك من يجزم بان الحوار سينجح ولا انسحاب المرشح هنري حلو اي ان الامور ستبقى عالقة، اي ان لبنان سيبقى من دون رئيس للجمهورية في المستقبل المنظور؟

اما الكلام الاخر  على صعوبات منتظرة على الساحة اللبنانية، فثمة من يجزم بأن الحال السنية – الشيعية مرشحة لان تتطور سلبا في الاتجاه الذي قد يؤدي الى «مشاكل مسلحة» في الوقت الحاضر، من غير حاجة الى التوقف عند حوار المستقبل وحزب الله الذي لن يجدي نفعا في حال كان فشل على تحديد موقف موحد ومختلف في موضوع رئاسة الجمهورية طالما ان حزب الله لن يتخلى عن تحالفه مع «الجنرال» الذي يعرف بدوره انه يشكل اهم ورقة سياسية في يد حزب الله (…)

يبقى القول ان الكلام على مساع عربية واجنبية لن يكتب له النجاح لا اليوم ولا غدا، جراء الفرز السياسي بين كتلتين سنية – مسيحية وشيعية مسيحية من المستحيل على جعجع ان يستوعبها وهكذا بالنسبة الى استحالة ان يقبل عون بلعب ورقة سياسية مغايرة عما هو قائم حتى اشعار اخر؟!