عرض الوزير أكرم شهيب موضوع مكب النفايات.
لكنه، ظل رائداً للحوار، لا منغلقاً عليه.
طبعاً، من حق الناس أن يتساءلوا: لماذا اختاروا نائب عاليه لهذه المهمة الصعبة.
الا ان الجواب، هو لكونه وزيراً سابقاً للبيئة، لا وزيراً للزراعة.
في الحقبة الأخيرة، نشأت ظروف جديدة.
وبرزت حلقات طويلة، على أديم الحوار.
وأبرزها ٨ و١٤ آذار.
الا ان البارز على هذا الصعيد، هو الرأي الثامن.
باعتبار أن سبعة مواقف، تسللت كل منها، وشكلت مواقف نافرة.
الا ان الرأي الثامن وحده، جسّد عنوان التغيير.
باعتبار ان جهات عديدة، كان لكل منها موقف خاص.
وكان الموقف الثامن هو المميز لآراء ٨ و١٤ آذار خصوصاً.
هل كان الرأي الثامن هو التغيير؟
هل كان هو المميز، عن آراء ٨ و١٤ آذار، والمستقلين؟
وهل هو أيضاً، بداية التغيير عن آراء أحزاب وقوى أساسية، وفي مقدمتها تيار المستقبل وحزب الله والتيار الوطني الحر والآخرون.
وهل الذين نزلوا الى الشارع، حاولوا أن يكونوا مميزين أو متمايزين عن الأحزاب الأخرى؟
ولو رجع الجميع الى جذورهم السابقة، هل يمكن أن يكون الرأي الثامن الموقف المنتظر؟
والعنوان الأساسي ل التغيير؟=
***
من هنا كان رأي الوزير السابق للداخلية مروان شربل، انه من الأفضل للجميع، القبول بمشروع الوزير شهيب.
… خصوصاً، ان الدولة وعدتهم بطمر النفايات لأسبوع فقط وبشكل صحي، في مقابل اعطائهم حوافز كثيرة كالكهرباء، وكذلك، اعطاء البلديات المبالغ المستحقة من الهواتف.
انطلاقاً من هذه المعطيات كلها، فإن وزير الزراعة اتخذ قراراً ويجب أن ينفذ، وفقاً لرأي وزير سابق للبيئة، وعليهم أن يتجاوزوا بالحوار الموضوع وكأنه سياسي، لأن النفايات على الطرقات، هي أكثر ضرراً من تلك التي يتم طمرها في أمكنة أخرى.
في النهاية، ثمة نقطة مهمة جداً، ينبغي للجميع إثارتها، وتتمثل في أكياس النيلون، حيث إن دول الخارج تمنع استعمال هذا النوع من الأكياس، لأن النيلون غير قابل للاهتراء، وقابل للعيش مئات السنين، وبالتالي فإن على الدولة اللبنانية أن تمنع استعمال أكياس النيلون بديلاً منها.
***
النقطة الأساسية تمثلت في ظهور الرأي الثامن في البلاد.
هل في البلاد فرصة لظهور أو لإظهار، أو حتى لتظهير، موقف جديد، أو موقف ثالث في خضم هيمنة الآراء الجامحة، كل على صعيد آخر، في بلورة ذهنية جديدة في البلاد؟
كان الأستاذ فؤاد بطرس، يدعو في بداية حياته الوزارية، الى الرأي الثالث، وهو شبيه ب الموقف الثامن لأن الوطن لا يستقيم الا بظهور ذهنية جديدة لبلورة مفاهيم متطورة في الحياة السياسية.
وفي أولى الجلسات النيابية، بعد تعيينه وزيراً، وقف منافسه على مقعد الاشرفية، وغادر البرلمان قبله، لكنه ناداه بهدوء.
نظر ميشال ساسين الى فؤاد بطرس يناديه، ويقول له شكراً على معارضتكم لتعييني وزيراً.
ورد ميشال ساسين: هكذا تعلمت السياسة من رئيسنا كميل شمعون.