نحو انتخابات حزبية عونية: ولّى زمن الــتعيينات
هل يمضي «الكرمس» الانتخابي العوني الى نهاياته المرجوة؟
لا يصدق عونيون كثر، بعد، أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون حاسم ونهائي في قراره إجراء انتخابات حزبية خلال ثلاثة أشهر، تنبثق منها قيادة حزبية جديدة على مختلف المستويات. مع ذلك، «قام» عونيون كثر، في الأيام القليلة الماضية» من بين «الأموات»: في جزين والزهراني وبعبدا وزحلة والمتن وكسروان وعكار، وسائر الأقضية، بحثوا عن بطاقات حزبية لم يستخدموها يوماً لتجديدها، اتصلوا ببعضهم بعضاً يسألون عمّن جدد بطاقته وعمن لم يعد يبالي، وعقدوا الاجتماعات لبلورة التحالفات واختيار الأشخاص الأنسب للفوز بالمنسقية، سواء على مستوى البلدات أو القضاء.
الإيجابية الثانية، بعد تفعيل التيار، هي عدم بروز ما ينبئ بحصول انقسام حزبي خطير بين مجموعتين؛ واحدة تخص الوزير جبران باسيل والأخرى تناصر نعيم عون. لا شيء من هذا أبداً: لا باسيل لديه مرشحون محسوبون عليه في مختلف القرى والأقضية، ولا عون كذلك. بالطبع، هناك من هم أقرب إلى باسيل منهم إلى عون، أو العكس، وهناك من هم مقربون من الاثنين معاً.
لا أحد في المناطق يحسب حساب المرحلة الثانية من الانتخابات: هموم الناشطين تتراوح بين حفاظ غالبية المنسقين على مناصبهم التي عينوا فيها قبل بضع سنوات، ورد الآخرين لاعتبارهم. ولكل قضاء ظروفه الانتخابية التي تختلف عن غيره: لعل كسروان ستشهد التنافس «الأجمل» بين ناشطين قديمين في التيار لهما باع كبير في العمل العوني. جزين قد تفرز معركة مماثلة، مع حدّية أكبر. أما في جبيل فتجتمع كل التناقضات لإسقاط المرشح المحسوب على النائب سيمون أبي رميا، مفترضة أن إظهار عجز أبي رميا عن إثبات حضوره في انتخابات القرى والقضاء يمهد لإبعاده عن النيابة. وهناك في بعبدا من يسعى الى إثبات وجوده عونياً ليتقدم أكثر في ترشيحه النيابي. أما في عكار فلا معركة اليوم بعدما كان التوتر على أشده في معظم البلدات قبل بضع سنوات. وفي البترون، أيضاً، لا معركة حتى الآن، رغم الشكوى الدائمة لبعض الناشطين من الممسكين بالتنظيم العونيّ الصغير. عاليه تتجه صوب التوافق. في الأشرفية قد يتنافس الأصدقاء في مجموعة واحدة لتنشيط القاعدة الحزبية ومواكبة المناطق الأخرى. وفي زحلة هناك فرصة كبيرة لأن يفوز بالمنسقية شاب ثلاثينيّ يقدم نموذجاً جديداً لشخصية مثقفة مسيسة لديها تجربتها الجامعية والمركزية في العمل الحزبي. أما أكثر ما يلفت الانتباه في المتن الشمالي، فهو عجز بعض النواب عن تأمين الفوز للمرشحين المقربين منهم، حتى في بلداتهم، وعدم وجود انقسام حقيقي على مستوى القاعدة رغم تجاذبات النواب ومشاكلهم.
اليوم تجري الدورة الأولى لإعداد منسقي الأقضية التي يفترض بالمرشح إلى موقع منسق القضاء أن يجريها ليقبل طلب ترشيحه. وخلال بضعة أيام، ستصدر لوائح الشطب الأولية التي تحدد أرقام الملتزمين وأسماءهم في كل قرية، قبل أن يفتح باب الترشيح، فيأخذ التنافس مداه.
الخطر الوحيد الذي يهدد هذا «الكرمس» العونيّ الممتع هو تضخيم إحدى الحالات (المفتعلة ربما) للقول إن هناك خطراً مرعباً يهدد وحدة التيار، ما يستوجب تعليق العمل مجدداً بالنظام الداخلي وإطفاء الماكينات والاستعاضة، مرة أخرى، عن الانتخابات بتعيينات توافقية من فوق.