Site icon IMLebanon

ضجيج الحملات الانتخابية اعلى من صوت الضربة الاميركية

 

مع تبدّل الإهتمامات المحلية والدولية والإقليمية، سجلت تساؤلات جدية في الساعات القليلة الماضية تتمحور حول نتائج أي ضربة عسكرية أميركية، أو مواجهة أميركية ـ روسية على الساحة السورية، كما على معادلات المنطقة، وبالتالي على الواقع اللبناني. وفي مقدمة هذه التساؤلات، الإنعكاسات المباشرة لأي تطوّر عسكري على الإستحقاق الإنتخابي، وذلك في الوقت الذي لا تقيم فيه القوى السياسية والحزبية المنخرطة في هذا الإستحقاق، أي حسابات لاحتمالات المواجهة العسكرية، وتعمل على تكثيف تحركها الميداني لئلا يدهمها الوقت ، كما تلاحظ مصادر سياسية مراقبة لتطوّر الوضع الميداني السوري، وذلك منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن نيته بتوجيه ضربة إلى النظام السوري.

وبناء على هذا المشهد، تقول المصادر السياسية نفسها، أن حبس الأنفاس سيستمرّ إلى فترة طويلة في ضوء التراجع غير المباشر من قبل الرئيس الأميركي عن «تغريدته» التي حرّكت الأساطيل والبوارج الحربية في البحر الأبيض المتوسط، لا سيما وأن النتائج التي تنشدها الإدارة الأميركية من هذه الضربة، قد بدأت تسجّل على الأرض، وأبرزها أن الرسالة الأميركية والدولية إلى روسيا وإيران في الدرجة الأولى، قد وصلت، وهي رفض أي تفرّد روسي وإيراني بالساحة الإقليمية، وذلك انطلاقاً من الميدان السوري. ومن هنا، توقّعت المصادر السياسية المراقبة ذاتها، أن تكون الضربة المحتملة محدودة، بمعزل عن حجمها، وبالتالي، فهي لن تتخطى حدود أي تدخل عسكري أميركي سابق، كما حصل لدى قصف مطار الشعيرات في سوريا، مما يعني أن ارتداداتها هي الأساسية، وليس نتائجها العسكرية المباشرة على الأرض.

وتضيف هذه المصادر المراقبة، أن نتائج الضربة الأميركية، أو التهديد الأميركي بها، قد حصلت ونال الرئيس الأميركي ترامب ما كان يريده من موسكو، وذلك على طريقة ما حصل عليه من كوريا الشمالية، حيث اعتمد المقاربة نفسها، وهي تتمحور حول التلويح بالقوة والتهديد، وليس بأي خيار آخر، وإنما من دون إقفال الباب أمام قنوات التفاوض السرية، علماً أن هذه الإستراتيجية قد أثبتت فاعليتها، وذلك على الرغم من حال التخبّط والإرباك التي تسيطر على السياسة الخارجية الأميركية في ضوء حركات الإقالة والإستقالات المسجّلة، إضافة إلى التقلّبات المزاجية لدى الرئيس دونالد ترامب، حيث من المستحيل ترقّب أو توقّع خطواته المقبلة.

وفي هذا المجال، تؤكد المصادر المراقبة نفسها، على أن التنسيق الديبلوماسي السري مستمر ما بين موسكو وواشنطن، وقد بدا هذا الأمر جليّاً في السيناريو المعتمد حول تقصّي لجنة خبراء دوليين للواقع الميداني في دوما، وتأكيد روسيا بأن هذه المهمة ممكنة، وكأن في ذلك تسهيلاً للولايات المتحدة ، كما لمجلس الأمن للمهمة التي بدأت بالأمس، حيث انتقلت البعثة إلى سوريا عن طريق لبنان، وهي ستواصل أعمالها حتى مطلع الأسبوع المقبل، مما يعني عملياً أن ما من تطوّرات عسكرية دراماتيكية أو ضربة أميركية في المدى المنظور، على رغم كل الحملات التهويلية الجارية.