IMLebanon

قطار الإنتخابات انطلق اللوائح بدل المحادل

 

 

مع توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، إلى جانب توقيع رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير المختص نهاد المشنوق، يمكن القول إنَّ الإنتخابات النيابية قد أقلعت.

توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة جاء بالتزامن مع توجّه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس، بما يُعطي إشارة إلى المجتمع الغربي أنَّ لبنان سائرٌ في الديمقراطية وفي تداول السلطة التشريعية، وأنَّه مصرٌّ على رفض التمديد. وهذا ما سيؤكِّد عليه الرئيس الحريري في لقاءاته في دافوس والتي سيتوجها بلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غداً الخميس، أي قبل يوم من إلقاء ترامب كلمته ومن انتهاء المنتدى.

***

إذاً، الإنتخابات النيابية أقلعت، وموعدها في السادس من أيار المقبل، وفق مرسوم دعوة الهيئات الناخبة. ثلاثة أشهر ونصف شهر تفصل اللبنانيين عن اليوم الكبير الذي ينتظرونه منذ العام 2013، تاريخ الإستحقاق الحقيقي الذي كان يجب أن تجري فيه الإنتخابات بعد مرور أربعة أعوام على مجلس 2009، لكن التذاكي والتشاطر وإهمال روح الديمقراطية، أدوا إلى التمديد للمجلس الحالي مرتين بما جعله يمضي ولايتين كاملتين من دون وجه حق، ولولا الإصرار الغربي والداخلي لكان بعض السياسيين سيعملون على التمديد الثالث.

 

***

الماكينات الإنتخابية انطلقت في كل المناطق اللبنانية:

من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن بيروت إلى البقاع. عنصر الإثارة السياسية في هذه الإنتخابات أنها المرة الأولى التي تجري فيها وفق قانون جديد، هو القانون النسبي، للمرة الأولى منذ تاريخ إجراء الإنتخابات في لبنان.

لا يصحُّ القول إنَّ في هذه المنطقة هناك أم المعارك، وفي تلك المنطقة ستكون الإنتخابات نزهة:

المعارك ستكون في كلِّ مكان وهي تنقسم إلى أكثر من مرحلة:

المرحلة الأولى هي مرحلة الترشيحات:

في هذه المرحلة التي تنطلق الإثنين ما بعد المقبل، أي في الخامس من شباط، سيُقطَع باب الإجتهادات حول مَن سيكون مرشحاً ومَن سيكون غير مرشح، ليُفتَح باب اليقين حول مَن أُعطي كلمة السر ليترشَّح، ليدخل جنة اللوائح.

المرحلة الثانية ستكون في الغربلة:

عند مرحلة تركيب اللوائح المقفلة، سيجد المرشحون الذين لم يؤخذوا على اللوائح والذين لا يستطيعون تشكيل لائحة، أنفسهم مضطرين إلى إعلان سحب ترشيحهم لأنَّ لا اقتراع لمنفردين ولا اقتراع للوائح ناقصة.

المرحلة الثالثة هي مرحلة إكتمال اللوائح، وعندها تبدأ المعركة الحقيقية على مستوى كل لبنان، فالمعركة معركة، سواء أكانت هناك لائحتان أم أكثر، حتى أنَّ المعركة ستكون داخل الصف الواحد من خلال التنافس على الصوت التفضيلي.

***

إنَّها الإنتخابات… لقد انطلقت، وأحسن ما فيها أنَّها أسقطت معادلة التمديد لوجوهٍ بعضها يُسبِّب الملل والإحباط للبنانيين… لقد آن تغييرها.