IMLebanon

برودة وإرباك في التحالفات.. وخلافات داخلية تؤخر اللوائح الانتخابيّة

 

 

تتقاطع القراءات السياسية لملف الإنتخابات النيابية عند خلاصة واحدة تتعزز يوماً بعد يوم، ومفادها أنه على الرغم من دخول الساحة الداخلية في مدار هذا الإستحقاق، إلاّ ان كل المؤشرات الميدانية، لا تزال تحمل طابع البرودة والضبابية وحتى الإلتباس في إمكان حصول هذه الإنتخابات في الموعد المحدد في أيار المقبل. وعلى الرغم من جملة المواقف التي صدرت عن مرجعيات نيابية ورئاسية وحزبية، التي تُجمع كلّها على التأكيد أن الإنتخابات هي  كالخطّ الأحمر الذي من غير الممكن تجاوزه من قبل أي طرف أو جهة محلية، فإن أوساطاً سياسية مواكبة للملف الإنتخابي، تكشف أن ما من جهة سياسية مسؤولة أو طرف حزبي أو سياسي ، قادر على تحمّل مسؤولية تأجيل الإنتخابات النيابية، وإن كانت الوقائع الثابتة على الأرض ومن خلال بورصة الترشيحات الرسمية التي ينتهي موعد تقديمها منتصف آذار المقبل، ما زالت تشير إلى حركة خجولة جداً، إذ لم يتجاوز حتى الآن عدد طلبات الترشيح عتبة ال12 طلباً إلى اليوم.

 

ومن ضمن هذا السياق، تلاحظ الأوساط نفسها، أن معالم المنافسة الإنتخابية، وبحسب الإستطلاعات الميدانية، تؤكد أن ما من شيء محسوم حتى الآن، والترشيحات المعلنة كلها، تأتي من قبل بعض مجموعات المجتمع المدني والأحزاب، ولكن بشكلٍ منفرد أو بـ «المفرّق»على ما تؤشّر الصورة في الدوائر الانتخابية كافةً، في موازاة ما تكشفه بعض الإستطلاعات عن احتمال تراجع حجم المشاركة الشعبية في الإقتراع، وعليه، فإن الحراك الإنتخابي انطلق فقط من خلال الخطابات السياسية وحملات التجييش وشدّ العصب الطائفي والمناطقي، ورفع الشعارات، والتي وصفتها الأوساط المواكبة، بأنها «بعيدة عن الواقع»، وتحمل دلالات صارخة على أن المعركة هي فقط كلامية وغير مقنعة لأي طرف أو لمجمل القواعد الشعبية وفي أكثر من دائرة إنتخابية، على وجه الخصوص في الدوائر التي لا تزال القوى السياسية فيها، عاجزة عن تركيب اللوائح كما التحالفات بسبب الإنقسامات السياسية الحادة والإصطفافات التي تكرّست خلال السنوات الماضية.

 

وبحسب هذه الأوساط، فإن عزوف «تيار المستقبل» عن المشاركة في الأنتخابات المقبلة، قد دفع بكل الأطراف إلى ما يشبه الدوامة المغلقة، كون الجميع يعمل على إعادة صياغة استراتيجياته الإنتخابية، وذلك بعدما اختلفت الأهداف والشعارات وكذلك الفئة المستهدفة من الخطاب الإنتخابي أي الناخبون السنّة، الذين ما زالوا داخل اللعبة الإنتخابية رغم مقاطعة «المستقبل».

 

ولذا تتحدث الأوساط السياسية المواكبة للحراك الإنتخابي، عن طغيان حال الإرباك على المشهد العام بالنسبة للوائح غير المكتملة بعد، وتعتبر أن السبب الإضافي لكل الأسباب المذكورة، هو الخلافات الداخلية في بعض الأحزاب والتيارات، حيث يتنافس النواب الحاليون مع زملائهم المستقيلين ومع الوجوه الجديدة، في ضوء ما يُسجّل من توجهات لدى غالبية الأحزاب والتيارات، لإدخال وجوه شابة ودماء جديدة إلى لوائحها، بعدما تعرّضت الشخصيات الحالية للكثير من الانتقادات منذ 17 تشرين وانتفاضة الشارع ضد كل القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي، ومن دون أي استثناء.