مجيء الخميني من باريس الى طهران كان من أجل اندلاع الفتنة السنّية – الشيعية.
هناك هدف آخر وهو القضاء على الجيوش العربية.
وفي النتيجة الغاية من ذلك كله إراحة إسرائيل.
في اتفاقيتي «كامب دايڤيد» جرى تحييد الجيش المصري… وسقطت المعادلة «لا حرب من دون مصر ولا سلام من دون سوريا».
الهدف الأول تحقق… فبعد خروج مصر من المعادلة لم يعد ممكناً مواجهة إسرائيل بالرغم من كل المؤتمرات وشعارات الصمود والتصدّي.
العراق
لا شك في أنّ الجيش العراقي كان من أهم الجيوش العربية، وكان يوازي قوة الجيش المصري إنما بعديد أقل ولكن بإمكانات كبيرة.
والسبب الحقيقي للقضاء على الجيش العراقي هو أنّه لولا هذا الجيش لسقطت دمشق في حرب 1973 بعدما انسحب الجيش المصري من المعركة بوقف إطلاق النار وبقي الجيش السوري وحده.
طبعاً أشغلوا العراق وجيشه بالحرب مع إيران على امتداد ثماني سنوات.
وبالتالي فإنّ المعركة مع إيران استنفدت قدرات هذا الجيش وخرج منها منهوك القوى.
الى ذلك، شن صدّام حسين حربه المجنونة على الكويت فاحتلها… وتلك أعقبتها الضربة الثانية التي تلقاها من الاميركيين وحلفائهم… فكانت ضربة قاضية.
وأعقب ذلك الغزو الاميركي للعراق وقرارهم الاول: حل الجيش العراقي.
ليبيا
في المرحلة الثانية للقضاء على الجيوش العربية، جاءت أحداث ليبيا وما شهدته من انهيار للجيش الليبي… وتقسيم ليبيا عملياً بين القبائل و»القاعدة» و»داعش»…
سوريا
وفي سوريا الأقلية العلوية تحكم الأكثرية الساحقة السنّية.
وبالنسبة الى الجيش السوري فإنّ أخطاء بشار المتراكمة القاتلة بدأت بالتمديد لاميل لحود في رئاسة الجمهورية… و»بفضل» هذا التمديد اختلف بشار مع أميركا ومع السعودية… ولم يكتفِ بذلك بل حالف إيران وبات تابعاً لها…
ثم ورّط بشار الجيش في هذه الحرب العبثية ليقتل شعبه… ما أدّى الى تحوّله الى مجرّد قوة علوية في خدمة النظام… بدلاً من أن يكون في استعداد لمواجهة إسرائيل، وأصبح في حال تآكل يومي.
وبالمناسبة أذكر أنّه خلال اجتماع مع مسؤول أميركي كبير سألته بعيداً عن التحرّج: ألا تظن أنّ قرار حل الجيش العراقي هو قرار خاطئ؟
فأجابني: إنه أكبر خطأ تاريخي… ولكنه قرار اتخذ من أجل إسرائيل.
وبالفعل أضحت الساحة متاحة أمام إسرائيل تصول وتجول وتنفذ العمليات ساعة تشاء داخل سوريا بالذات.
ولا بد من الإشارة الى أنّ نظام بشار بات في أيامه الأخيرة.
وهناك موضوع آخر إقتصادي، لنا عودة إليه في مقالة لاحقة وهو استنفاد أموال البترو دولار الاميركية على السلاح والحروب… وهو ما يقتضي معالجة خاصّة.