IMLebanon

نهاية أسطورة…  

ما حدث في مجلس الوزراء أمس، بداية نهاية أسطورة وأعجوبة.

وانهيار أسطورة سجن رومية هو انتصار ل الدولة على الدويلة.

واذا سارت الأمور، على ما يرام.

وسلمت من أي نكسات انسانية.

فإن الأمل كبير، بولادة ذهنية الدولة وانحسار عقدة الدويلة.

هذه الذهنية هي التي جعلت الضحايا تتناثر أشلاء في البلاد.

وتمتد آثارها السيّئة، من فاريا الى الكسليك.

ومن طرابلس الى صيدا.

ومن الشمال الى الجنوب.

لبنان بلد عظيم.

لكن الكوارث فيه عظيمة أيضاً.

والمصايب تزداد يوماً بعد آخر.

***

قالوا ان مجلس الوزراء، أمضى خمس ساعات، كانت تستغرق خمس دقائق.

وهذا الجدل البيزنطي يدور في حلقات مفرغة ويمرّ في جدل عقيم، الى أن يتوصلوا الى مخرج ينقذ الحكومة من السقوط.

ويتوقف الخوف عن الخوف من حكومة تتداعى…

ومن حكم ٢٤ وزيراً يحلّون مكان رئيس الجمهورية.

والجمهورية تكاد تصبح في خبر كان، لولا الايمان بأن التريث في اختيار رئيس، هدفه الابتعاد عن تفريغ قيادات ترئس ولا تحكم.

ولهذا، فإن ما حققه الوزير نهاد المشنوق عمل شاق وكبير.

وما هدّدت به النصرة رديء مثلها، وعلى صورة شقيقتها الداعش وأخواتها.

وأحياناً، لا يُقاس الحقد بالخلق.

وما حدث الأحد في جبل محسن.

وما جرى انعكاسه، على رقعة باب التبانة.

هو بداية انهيار أسطورة سجن رومية.

وإلاّ كيف كان يتم التواصل بين الخارجين على القانون، من نهر البارد سابقاً، وحتى عين الحلوة لاحقاً؟

وأي فذلكة تبرر أواصر الخطف؟

وأسرار السلب والقتل؟

نحراً للأعناق.

وقتلاً بالرصاص.

واقتلاعاً لطوائف من مناطق.

… ودحراً لجيوب الحياة أحياناً!

***

كان النائب كاظم الخليل في برلين الغربية عند نجله السفير اللبناني خليل الخليل، قبل توحيد الألمانيتين، يقول ان الدولة في لبنان لن تقوم، على الرغم من تواجد جيوش متعددة الجنسيات، تمهيداً لخروج القوات الاسرائيلية الغازية بعد العام ١٩٨٢، طالما توجد دويلات تسود في بعض المناطق اللبنانية.

ومن المانيا الغربية اتصل كاظم الخليل بالرئيس كميل شمعون، وأبلغه ان لبنان الواحد، الذي عرفناه معاً، لن يعود اذا لم تنكفئ الدويلات، وتسود الدولة الواحدة.

هل خسرت النصرة آخر معاقلها عندما جرى تفكيك أسطورة سجن رومية.

وهل أصبحت أعجوبة الدولة على الطريق؟