يسرق 4 تشرين الثاني الأضواء من كلّ الأحداث العالمية والعربيّة والمحليّة، العالم يترقّب العقوبات الأميركيّة التي ستفرض على إيران في هذا التاريخ، والتي تهدف إلى «منع إيران من تصدير النفط تماماً»، وكانت إيران منذ 2 حزيران سرّعت مبيعات النفط وشحنه مجاناً قبل العقوبات، هذه المرّة لن يجدي التذاكي إيران ولن يكون بوسعها الالتفاف على العقوبات، لذا علينا ترقّب التفجيرات الأمنية التي ستنشرها إيران في المنطقة خصوصاً في البلاد التي تعبث بها أذرعها الإرهابية، ولبنان واحدٌ منها.
لا بدّ من أحداث كبيرة تقع تعيد إيران إلى طاولة التنازل لتضيف إلى بنود الاتفاق النووي بنوداً تتعلق بصواريخها الباليستيّة وتمويلها للميليشيات الإرهابيّة وسيحدث هذا عاجلاً أو آجلاً، ستترك إيران لتواجه عقوبات إقتصادية كبرى تخلخل بنية نظامها القمعي، خصوصاً وأنها تعيش تدهوراً وانهياراً تاريخياً في سعر عملتها، حكمة التاريخ تقول لكلّ ذروة انحدار ولكلّ بداية نهاية، ونهاية إيران الخميني آتية لا محالة.
في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لمناقشة سياسة العقوبات الأميركية على إيران، قال مساعد وزير الخزانة مارشال بيلينغسلي إن «إيران البلد الأكبر الراعي للإرهاب في العالم، يستمر في تمويل مجموعات كحزب الله ودعم النظام السوري في المجازر التي يرتكبها بحق شعبه، فيما يطور برنامج الصواريخ وينشر عدم الاستقرار في المنطقة»، بالطبع إيران نفسها تباهت دائمة بقدراتها الوهميّة، خلال الأشهر الماضية تبجّح الخامنئي في خطابه في الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة الخميني معلناً «إن القوة الصاورخية الايرانية باتت الاولى في المنطقة»!
هذا «التفحيش» والتهديد الإيراني سيرتفع منسوبه مع حلول 4 تشرين الثاني، أساساً سبق وأصدر المرشد الإيراني أوامره الى منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بالاستعداد لتحضير 190 ألف وحدة فصل لتخصيب اليورانيوم.
بالطبع لا يستطيع الخامنئي أن يطعم الشعب الإيراني ولا ميليشياته وأحزابه في المنطقة وبيئتها الحاضنة اليورانيوم ولا الصواريخ، وثمن استخدام هذه التهديدات الواهية عسكرياً مساوٍ لتدمير إيران ونهاية نظامه، في هذه المرحلة أقصى طموحات نظام الملالي هو البقاء على قيد الحياة، أمام تاريخ 4 نوفمبر كلّ ما يريده النظام الإيراني هو الاستمرار، إن استطاع إلى ذلك سبيلاً!
العقوبات المشدّدة على إيران بدءاً من 4 تشرين الثاني الجاري وبحسب ما أعلن بالأمس مساعد وزير الخزانة مارشال بيلينغسلي ستشمل أيضاً شركة طيران «ماهان» الإيرانية وداعميها، وبصرف النظر عن رمزيّة تاريخ 4 نوفمبر وتزامنه مع ذكرى اقتحام السفارة الأميركية فى طهران عام 1979 واحتجاز 52 رهينة من موظفى السفارة وديبلوماسيين لمدة 444 يوماً، وهو ما اصطلح على تسميته بأزمة «احتجاز الرهائن الأميركية» وهي الأزمة التي أفضت إلى فضيحة إيران غيت، وليس بمستبعد أن يكون الردّ الإيراني على العقوبات المنتظرة والتي تهدف إلى «تصفير» تصدير النّفط الإيراني على نسق رهائن السفارة في طهران، نحن أمام دولة إرهابيّة لها أجندتها ولها خلايا المستيقظة والنّائمة في كلّ بلاد العالم تملك كافّة الإمكانيّات لإشعال العالم في سبيل مصالحها.
بعد غد، يفتح 4 تشرين الثاني أبواب جحيم العقوبات، فماذا هي إيران فاعلة؟!