التوقيت السوري داهم جداً وقد وصل إلى نهايته التي قد تبلغ تكلفتها تدمير دمشق بكل تاريخها ورمزيّته إلا أن نهاية بشار الأسد وعصابات المرتزقة التي لملمها من شيعة باكستان وأفغانستان والعراق وإيران، وميليشيا حزب الله التي تقدم مئات الضحايا من شباب الطائفة الشيعية في لبنان على مذبح بقاء بشار الأسد والتي تدقّ ساعتها بقوة في سوريا ولبنان وطنينها يصمّ آذان «الطرشان» الذين لا يريدون أن يصدّقوا أن نهاية بشار الأسد وعائلته انتهت واقترب وقت مسحها عن وجه سوريا الدامي الحزين!!
يُدرك اللبنانيّون اليوم أنّ حزب الله هو أكبر اختراق في الجسد اللبناني الذي سبق وتفشّى فيه «سرطان» المنظمات الفلسطينية في السبعينات، وليس صحيحاً بأن حزب الله يريد لبنان بلداً عزيزاً قوياً بنفس المعنى الذي يريده اللبنانيون، بل عزيزاً بالمعنى الإيراني وبالانتماء لدولة إيران «الإسلامية» والتبعيّة لوليّ أمرها المرشد الذي هو وليّ أمر كل جماعة حزب الله على امتداد مناطق وجودهم المتغلغل النائم أو المستيقظ في جسد المنطقة العربيّة كلّها وبالقوّة، لأنّ مفهوم القوة عند إيران وحزب الله لا يتجاوز حدود مخزون صواريخه الذي بلغ مئة ألف صاروخ بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أو بحسب شعاع الحروب التي ينوي خوضها بلبنان وشعبه رغم أنف الوطن ومواطنيه من أجل إيران!!
ولا بدّ هنا من التأكيد ليلاً ونهاراً لجماعة حزب الله من كبيرهم لصغيرهم بأنّه «لكم لبنانكم ولنا لبناننا»، ولكم عقيدتكم في وطنكم «الجمهورية الإسلامية في لبنان»، ولنا عقيدتنا في لبنان «وطناً سيداً حراً مستقلاً» وطن لجميع أبنائه الذين يؤمنون فقط به وطناً مستقلاً لا تابعاً لمصالح سوريا ولا الصين ولا إيران وهلمّ جراً!!
ونهاية النظام السوري ليست «توهمّاً» من عندياتنا، إنما هذا ما تشير إليه كل التقاطعات الديبلوماسيّة في توقعاتها طبعاً باستثناء حزب الله الذي يخوض معركة انهيار المشروع الإيراني انطلاقاً من الأراضي اللبنانيّة وبصيغة يا قاتل يا مقتول، ونشير هنا إلى ما تتناقله الأنباء طوال الأيام الماضية وآخرها ما نقل عن مصادر ديبلوماسية أنّه وخلال اجتماع ضيّق في باريس بشأن الوضع في سوريا، على هامش الاجتماع المصغّر للتحالف لمحاربة داعش، شاركت فيه دول خليجية بحثت خطة لمرحلة انتقالية في سوريا عن شخصية علوية معتدلة تكون مقبولة من المعارضة السورية لإدارة حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات، ويبدو حسب هذه المصادر ان هناك اقتناعًا بأنه حان الوقت لتنحّي الاسد وانتقاله إلى دولة لم توقع اتفاقية روما حول محكمة العدل الدولية».
ربما على حزب الله أنّ يفكّر جيّداً في لحظة انهيار المشهد العراقي في وجه الاحتلال غير المعلن للعراق العربي الذي ندمت الدول العربية لاحقاً على تخلّيها عنه لصالح الأميركي الذي سلّمه لإيران بسبب التراخي العربي، وربما على حزب الله أن يعيد التفكير مليّاً جداً في نهاية كلّ الجبارين والمجرمين الطغاة وكيف تأتيهم على حين غرّة بعدما يُخيّل لهم أنّهم انتصروا وأنّهم مخلّدون، ومع قناعتنا التامّة بأنّ الحزب لا يُصغي إلا لنفسه وأجنداته، علينا هنا أن نذكّره قول المولى تعالى: }أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِين{َ [النحل: 45 ـ 46]، وأنّ نذكره بقوله تعالى: }حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً{َ [يونس: 24]…
حزب الله وجماعته بلغوا ذروة الإفراط في قوتهم، ونوشك أن نقول لهم سيأتيَكم الله من مأمنكم، ومن حيث لا تشعرون، وأنّه أملى لكم ليأخذ جبابرتكم هم وبشّار الأسد أخذ عزيز مقتدر…