IMLebanon

مئويّة نهاية لبنان  

 

 

هل تحلّ في أيلول المقبل المئويّة الأولى والأخيرة من عمر لبنان الكبير الّذي يتدحرجُ بسرعة شديدة نحو الغرق في بحرٍ من الفوضى والشّغب وربما الحرب، تداعيات الليل العنيف الّذي هزّ بيروت ليل الجمعة/ السبت الماضي يشبه تلك الدّامية من ليالي بدايات الحرب الأهليّة، والخوف أن يتصاعد العنف خلال الأسابيع المقبلة، أو أن ينزلق واقع الجوع والفقر وتهريب أموال المودعين اللبنانيّين بالدّولار إلى سوريا لإنقاذ نظام بشار الأسد الذي تهاوى منذ زمن، ومع هذا يصرّ حزب الله على تكرار محاولات إنقاذه مهما كلّف الأمر لبنان!!

 

باختصارٍ شديد وذهاباً إلى الهدف مباشرة لن يرتدع حزب الله عمّا يقوم به والأسباب لا يجب أن يختلف عليها اثنان من اللبنانيّين، فالحزب الّذي أرسل آلالاف الشباب الشيعة اللبنانيّين ليموتوا وتراق دماؤهم دفاعاً عن نظام بائس قاتلٍ مجرم، الحزب الّذي ضحّى بهذه الأرواح والأعمار لن يجد حرجاً في تبديد أموال اللبنانيّين وجنى أعمارهم وتعب غربتهم من أجل محاولة إنقاذ نظام بشّار الأسد مجدّداً، وكلّ ما سوى ذلك أكاذيب وتقيّة يمارسها الحزب بوقاحة شديدة على بيئته الحاضنة وجمهوره «الغاشي» وكأنّ لحظة المجاعة لن تضرب هذا الجمهور كما تضرب كافّة اللبنانيّين؟! ومهما سيكون الشّكل الذي سيستمرّ لبنان، الأكيد أنّه لن يكون لبنان حزب الله ولا إيران ولا النّظام السّوري، نسأل الله أن يلطف بنا وبوطننا الذّاهب إلى مجهولٍ قاتم السّواد بعد أن أنهكته الاحتلالات المتوالية انتهاء بالاحتلال الإيراني الذي أريد لنا دائماً أن نصدّق أنّه «صديق» للبنان و»للعرب» أيضاً!!

 

من المؤسف أنّه لا بدّ لنا من القول أنّ الذين يلون أمور اللبنانيين «مافيا» مدرّبة على نهب ثروات الشعب، ولن تغادر هذه الطبقة السياسيّة الحكم إلا بعد إفلاس البلد وانهياره التامّ، والحقّ يقال أنّه لا حلّ ولا أمل للبنان إلا بالإنهيار! والجميع من دون شكّ متواطئون في لعبة هذه الحكومة الهزيلة الواهية، والتي لا تجد من يأخذها على محمل الجدّ سوى رئيسها حسّان دياب، لأنّه يريد أن يصدّق أنّه رئيس حكومة، وجميعهم تحكمهم الرّغبة القاتلة في المحاصصة، على الأقل التعيينات الأخيرة جاءت فاضحة فاقعة، والبلد حتى اللحظة لا يزال محكوماً حتى الرّمق الأخير من الإنهيار بالوزير جبران باسيل كأنّه قدرٌ مقدور، فهؤلاء الساسة اللبنانيّون كاذبون بامتياز بل مدرّبون على الكذب على الشعب وعلى دول العالم!!

 

نحن على حافّة نهاية الكيان اللبناني في ذكرى مئويّته الأولى بسبب إحدى الطوائف التي تختطفه، وما يحدث أخطر بكثير مما كنّا نتصوّر،الناس فقدت قدرتها على الاحتمال، ووسط هذا المشهد السوداويّ يظلّ السّبب الحقيقيّ الذي أوصل لبنان إلى هذا الحال المأسوي هو حزب الله وسلاحه وأجندته الإيرانية ومن وراء مشهد النيران المشتعلة تأكل قلب بيروت وممتلكات النّاس سببه ببساطة إيران تصارع للمحافظة على عدم انكسار خطّ الاحتلال البرّي الذي أوصلها إلى لبنان عبر سوريا ومنها إلى المنطقة على حساب دماء اللبنانيين أولاً والمستهدفين في لقمة عيشهم ومدخراتهم ثانياً!!

 

النّاس تسأل أين كان الجيش اللبناني الذي حضر قبل أيام في وسط بيروت، لماذا اختفى هذه المرّة تاركاً قلب بيروت ساحة حرب؟ أين القوى الأمنية التي تجلّت في قمّة ضعفها وعاجزة عن ردع الزّعران الّذين يمارسون كرههم لبيروت منذ أحرقوها عام 1984 ، وبشفافيّة شديدة نطالب وزير الداخليّة «الآدمي» العميد محمد فهمي لعقد المجلس الأمني المركزي وبدء إجراء تحقيق شفّاف حول هويّة هؤلاء الهمجيين الذين حطّموا أرزاق الناس واعتدوا على لقمة عيشهم، وتحرّي خطّ سير»موتوسيكلاتهم» وكشف المناطق التي جاؤوا منها، فما ارتكبوه كان أمام عدسات الكاميرات وعدم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمات سيدفع أهل العاصمة إلى التفكير الجدّي بالاتّكال على أنفسهم لحماية مدينتهم، ولا يقولنّ لنا أحد ذاك الكلام الفارغ الذي نسمعه دائماً كلّما اعتدوا على بيروت «بيروت للكلّ»!!