Site icon IMLebanon

نهاية وطن الا اذا؟!

قد تكون الاكثرية الساحقة من اللبنانيين، الملهية بكيفية تأمين لقمة عيشها، والمسكونة بالهم والقلق على مصيرها، بسبب الوحش التكفيري القابع على حدودها شمالا وبقاعا، والوحش الاسرائيلي المتربص بنا جنوبا، لا تستوعب في وضعها هذا، الوحش في الداخل الذي اوجدته طبقة سياسية فاسدة، حكمت لبنان طول عقود، وحولته مع الايام والاعوام، بسبب فسادها وطمعها وسوء تدبيرها، وضعف وظيفتها، من وطن جميل معافى، تغنت به كتب السماء والتاريخ، كمرتع للجمال والصحة، الى مكبّ لجميع انواع النفايات والاقدار والتلوث والسموم التي تخطر على عقل انسان، جنبا لجنب، مع ثقافة هدر اموال الدولة واستباحة املاكها واراضيها، وخيراتها، بعيدا من اي رقابة او محاسبة، والفضائح التي يكشف عنها بعض الوزراء الشجعان، من تلاعب وتزوير وفساد وتغطية لهذا الفساد من رؤوس كبيرة فاسدة خير دليل على الدرك الذي وصلت اليه حياة المواطنين، وخصوصا الفقراء منهم، الذين اصبحوا الاكثرية في هذا الشعب، بفضل هذه الطبقة الفاسدة الظالمة، وحتى لا يبقى الكلام في العموميات، ساعدد بعضاً من اسوأ الكوابيس والكوارث التي تهدد حياة اللبنانيين، وحياة هذه الارض الطيبة التي تتحول سريعا الى أرض لا مكان للعيش فيها لا للانسان ولا للحيوان او النبات.

اولا: كشفت امس الزميلة السفير، ان النفايات المشعة، تتدفق على لبنان، براً من سوريا والعراق وبعض الدول الاخرى، عبر ممرات وطرق غير شرعية، وبحراً من الحديد المستورد من اوكرانيا والملوث باشعاع تشيرنوبيل، اضافة الى ما يدخل من خردة الحديد تحت ستار تصديرها الى الخارج، وينتهي بها الامر في الارض اللبنانية وجواً من الادوات الصناعية المستوردة من الصين واليابان وغيرهما من الدول. وتبين وفق وزير المال علي حسن خليل، انها تحتوي على نسبة عالية من الاشعاع المضر بالانسان والبيئة، اما بقايا المستشفيات والمختبرات من المواد المشعة فحدث عنها ولا حرج، ولا يعرف احد كيف واين تعالج وتطمر لمنع تلوث البيئة، الملوثة اصلا بغازات المصانع والمعامل والسيارات، والمكبّات والمشاحر، والقطع العشوائي للثروة الحرجية ويقدر الخبراء ان الكمية الموجودة في لبنان من المواد المشعة تحتاج الى مكان مساحته خمسة اضعاف مساحة لبنان تأملوا فقط هذه الكارثة التي تنتظر لبنان.

ثانيا: هل يعرف اللبنانيون ان ولادات الاطفال لدى اللاجئين السوريين الى لبنان لا تقل عن 45 الف طفل سوري سنويا، وهذه الولادات مرشحة للازدياد في بلد يضيق بسكانه، دون ان يدخل في هذه الاحصاءات الولادات لدى اللاجئين الفلسطينيين المرتفعة جدا، ولدى اللاجئين العراقيين وغيرهم من الاجانب.

ثالثا: هل اطلع اللبنانيون على تقرير اقتصادي تضمن شرحا مفصلا عن سوء الاوضاع الاقتصادية، والنسبة العالية لعدد العاطلين عن العمل، بسبب المزاحمة الغريبة في سوق العمل وخصوصا من السوريين، والاعداد الكبيرة من الشباب اللبناني الجامعي والمهني، ممن هاجروا الى الخارج لعدم وجود فرص عمل في لبنان للاسباب ذاتها.

رابعا واخيرا: هل يعقل ان يبقى وطن ويستمر وتقف دولة على قدميها ولا يعرف نواب الامة او المواطن اللبناني، كيف تنفق الاموال العامة، واين إن في الوزارات او في الادارات العامة، او المجالس، حيث تبلع «الاموال دونما رقيب او حسيب، ودون موازنة يا ناس منذ اكثر من عشر سنوات».

هذا الغيض من فيض، كاف لوحده، ليجعل من هذه الدولة دولة فاشلة، ومن هذا الشعب، شعب برسم الزوال او الهجرة، ومن هذا الوطن، وطن للموت والغربان.

تشاؤم؟ نعم… واكثر من ذلك الا اذا سقطت هذه الطبقة؟!