Site icon IMLebanon

نهاية الحرب في سوريا هي نهاية الحرب مع داعش!

قد تكون الأزمة في سوريا بدأت بانتفاضة معارضة ضد النظام، لكن التطورات الراهنة تثبت أن الحرب الحقيقية كانت ولا تزال، بين النظام وحلفائه من جهة والقاعدة بفرعيها: داعش والنصرة. بمعنى أن منصات المعارضة لم تكن هي القوة العسكرية التي يعتد بها في الميدان، وانما كانت منابر سياسية ناطقة بأسماء مشغليها، وان تسليحها كان يتم في اطار محسوب، حتى لا يظهر للعيان أن من يقاتل النظام هو التنظيمات التكفيرية فقط! والوصول الى دير الزور وفكّ الحصار عنها كان مفاجأة لكثير من المراقبين وحتى لشخصيات دبلوماسية محنّكة من أمثال روبرت فورد السفير الأميركي السابق في سوريا الذي اعترف صراحة بأنه لم يكن هناك أي محلل يتوقع وصول الجيش السوري الى دير الزور!

***

اذا كانت منصات المعارضة السورية مكشوفة وتحمل علنا هويات مشغليها، فان التنظيمات الارهابية كان لها مشغّلوها الاقليميون والدوليون، ولكن في السرّ والحرص على البقاء وراء الستار. وكانت القيادات الارهابية من المكر والخداع بحيث استغلت مرحلة الشغل لمصلحة مشغّليها لتكديس السلاح والسيطرة على مناطق النفط لتتمكن من التمويل الذاتي، وتعمل لمصلحتها الخاصة ووفقا لروزنامتها، حتى ولو اضطرها ذلك للانقلاب على مشغّليها! وقاد ذلك الى ردّ فعل المشغّلين على تلك التنظيمات، ما حمل لاحقا تسمية الحرب العالمية على الارهاب! واليوم فقط يعترف السفير فورد بأن الغرب الذي كان يدعم المعارضة السورية قد تخلى عنها الآن، وان منسوب المساعدات قد انخفض!

***

لعلّ هذه الوقائع والتطورات هي التي دفعت بالمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى مصارحة الجميع وليس المعارضة السورية وحدها، ومخاطبتها ودعوتها الى الواقعية في مطالبها، بمعنى أن تتواضع … فأنتم لم تكسبوا الحرب! وعلى ذلك، فان ما يقوله المبعوث الدولي عمليا وواقعيا هو أن نهاية الحرب في سوريا هي في الواقع نهاية الحرب مع داعش والنصرة ومن تبقى من فلول الارهابيين!