هل فعلاً تفاجأ العالم الأسبوع الماضي بسماح أميركا بتزويد الجيش الأوكراني بالقنابل العنقودية في حربه ضد روسيا؟ وهل فعلاً دخلت الحرب مسارا خطيرا، وهل هذه مقدّمة لحرب نهاية العالم كما تصدّرت العناوين المواقع الإعلاميّة؟ الإجابة: ربّما.
وسط المشهد العالمي المخيف من صغائره إلى كبائره يستطيع أي متمهل أن يعتقد أننا فعلاً شارفنا على النهاية فالعلامات على ذلك كثيرة وبعيداً عن كلّ ما يحيط بالعالم الفرقاء اللبنانيون منصرفون إلى نزاعاتهم الدائمة والأبديّة كأننا بمنأى عن هذا العالم واضطراباته، المهمّ أن لا أحد في هذا الدّاخل اللبناني يعتقد أنّنا قد نصبح طرفاً في الحرب الرّوسيّة ـ الأوكرانيّة إذا انزلقت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه فروسيا هنا وقواعدها بعيدة رشقة حجر من الساحل اللبناني، ومع هذا لا بدّ لأي عاقل أن يفكّر قليلاً ويسأل هل هذا الخَرِف جو بايدن هو من يحكم أميركا ويقرر مصير الحرب ومسارها؟ هل الأخطاء التي يرتكبها وتتكرّر مرّة تلو الأخرى وكان آخرها إنهاء خطاب له بقوله: “تحيا الملكة” بالتأكيد لن يكون يقصد الرّاحلة الملكة إليزابيث الثانية التي شارك في حضور جنازتها ولا يقصد بالتأكيد ملكة النّحل، من المفروض أن نسأل من هؤلاء الغامضون الذين يتحكّمون بأرواح العالم وينفّذون مخطّطات مروعة تتضافر معها أزمات لا نستطيع أن ننسبها إلا إلى القدرة الإلهيّة.
من يفرض بالإكراه مشروع الشذوذ وتغيير الفطرة والهويّة الجنسيّة بالولادة مع كلّ ما يتوافق مع العقل والنّقل الدّيني بأنّ هذا المشروع هو من علامات نهايات العالم، ومن يتأمّل في موضوع ما يواجه العالم من تغيّر مناخي والجفاف والصّراع على الماء والتهديد بالمجاعة، نقع على إشاراته كلّها في المنقول الدّيني الأمر الذي يهوّن كلّ مخاوفنا لأنّ ما يحدث قد أنذرنا به نبينّا صلوات الله عليه في أحاديث الفتن وآخر الزّمن وأشراط السّاعة، قد نعود إلى العصر الحجري في لحظات لا شيء مستهجنا في هذا الأمر مع أحاديث العلماء عن العواصف الشمسية التي ستبلغ ذروتها عام 2025 والتي تفوق ما يتوقعه العلماء وستقطع الإنترنت عن العالم، يعني بلا جهود أوجيرو ورفع تسعيرة الأنترنت وبلا جهود وزارة الطاقة ورفع سعر كلفة الكيلواط واط، وبلا جميلة البنك الدّولي الذي ستكون جهوده وجهود أميركا في خبر كان إذا دارت عليها دائرة روسيا وكوريا الشمالية والصين، بالتأكيد لن يجلس الثلاثة ينتظرون “الفتى المثلي” رئيس أوكرانيا الذي سيتسبّب بالحرب العالميّة كذلك الشاب الصربي الرّاسب في امتحان قبوله جنديّاً بسبب قصر طوله فقرّر اغتيال أرشيدوق النّمسا وزوجته، فلوديمير زيلنسكي نسخة طبق الأصل من ذاك الذي علّمونا أنّ”عمليته” كانت السبب المباشر في اندلاع الحرب العالمية الثانية، ووسط ذلك كلّه والأرجح أنّه حتى العام 2025 قد يكون لبنان لا يزال ينتظر أن يسمح له “الثنائي الشيعي” انتخاب رئيس للجمهوريّة وسيكون نفس الفرقاء على مواقفهم وفي أحسن الأحوال قد يجدون مرّشحاً ثالثاً غير جهاد أزعور يقدّمونه لوجه جديد يتيح للجميع استكمال اللعبة، حتى لو انهدّ الكون على رأس العالم برمّته!