كثير من التحليلات والافتتاحيات في جميع وسائل الاعلام تتحدّث كلها عن ان الحل في لبنان أصبح قريباً.
لا أريد أن أكون متشائماً لأنّ التشاؤم ليس من طبيعتي… ولكن علينا أن لا نغش الناس، خصوصاً أنّ الكوارث المالية والاقتصادية والمعيشية والأمنية التي يعاني منها الشعب اللبناني، والتي لم يتعرّض لها بلد في العالم خلال التاريخ، تنهال علينا بالجملة، إذ لا رئيس جمهورية ولا حكومة يُسمح لها أن تعمل، ولا مجلس نيابياً يتفاعلون معه، لأنّ القوى المسيحية ترفض أن تتفق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا مصارف ولا كهرباء، حتى ان الحد الأدنى للحياة غير متوفر على جميع الأصعدة، إضافة الى الارتفاع اليومي للدولار الذي وصل الى مستوى لم يكن يتوقع أحد أو يتصوّر أو يصدّق انه سيصل الى هذه الأحوال، والمصيبة الأكبر أنّ الأمور لا حدود لها.
وما دمنا نتحدّث عن مآسي اللبنانيين نرى ان الذي حمى العملة اللبنانية 30 سنة، وحافظ على سعر صرف ثابت لها وهو 1500 ليرة للدولار الواحد، هذا الرجل الذي ضحّى بـ4 ملايين دولار كرواتب وبونس (Bones) سنوياً له ليأتي الى لبنان ويمنع سقوط بنك واحد… وكلما جاءت كارثة لبنك نراه «يخترع» الحلول ويكفي انه لم يتعرّض أي مودع لخسارة دولار واحد من وديعته، إن كان في البنك الكندي الذي دمجه مع بنك سوسيتيه جنرال، أو مشكلة بنك المدينة، أو مشكلة بنك الجمّال، وقبلها بنك بيروت والرياض… كل هذه الانجازات يضاف إليها ان الودائع في البنوك كانت 4 مليارات دولار عام 1993 فوصلت عام 2019 إلى 200 مليار دولار.
هذا العملاق يُحاسب اليوم ويسألونه في حين لم يتعرّض الذي أهدر 65 مليار دولار على الكهرباء و10 مليارات على السدود لمجرّد سؤال… هذا الفاشل الذي يريد أن يكون رئيساً للجمهورية، ويعتدي على رئيس الحكومة كي يستعيد قسماً من خسائره أمام قاعدته المسيحية، هذه القاعدة التي اكتشفت زيفه أخيراً واكتشفت عمّه وكل الوعود التي وعد الشعب بها.
بالعودة الى موعد انتخاب رئيس جديد للبلاد، نقولها بكل صراحة إنّ هذا الموضوع مرتبط بالوصول الى حل نهائي بين المملكة العربية السعودية وبين إيران.
تاريخ إيران مع الاتفاقيات لا يبشّر بالخير، ولكن أظن ان هذه المرّة قد تكون الفرصة الأخيرة لنظام الملالي الذي يمارس التقيّة في كل أعماله… والسبب الحقيقي هو ان دولة الصين قد تكون آخر فرصة لنظام الملالي للانقاذ، خصوصاً بعدما خسر كل علاقاته مع العالم باستثناء الصين التي تشتري منه النفط… وهي على فكرة الدولة الوحيدة في العالم التي تتجرّأ أن تشتري من إيران النفط بعد المقاطعة والعقوبات المفروضة من قِبَل الدول الـ»5 زائد أميركا».
ولكن كان لافتاً ما جاء في إحدى الصحف، أنّ هناك بنوداً سرّية في الاتفاق الذي وُقّع في الصين بين المملكة العربية السعودية وبين إيران.
على كل حال، مهما كُتب ومهما سمعنا من تحليلات وآراء في التلفزيونات وفي جميع وسائل الاعلام يبقى أن كل هذا بحاجة، كما جاء في الاتفاقية، الى شهرين… ونضيف إنّ الحل في اليمن هو مفتاح الحل الحقيقي، فإذا تمّت الأمور بشكل جيّد أو مقبول في اليمن يمكن القول بعد ذلك إنّ الخطوة التالية ستكون في لبنان وفي سوريا وفي العراق.
ولكن قبل الاتفاق النهائي في اليمن تبقى كل المشاكل معلّقة. وبالمناسبة فإنّ كل ما سيجري قبل اليمن سيكون محاولات للتهدئة فقط لا ترتقي الى الحل الحقيقي.. والأيام بيننا.