سواء أكانت صواريخ أرض أرض، أم أرض جوّ، حسناً فعل العدو الإسرائيلي بتدميرها في أرضها، إيران حوّلت سوريا ولبنان إلى ترسانة أسلحة صاروخيّة، ومن المؤسف أنّ الحقيقة واضحة، لقد أصبح الوجود الإيراني أخطر بكثير من العدوّ الإسرائيلي على المنطقة، إيران «عدوٌّ مبين» للعرب، ليس بمقدور أيّ كلام عن «صداقة» إيران للعرب أن يضحك على عقول شعوب المنطقة العربيّة، إنّها تستفرد بهم دولة تلو الأخرى، هذا ما فعلته في لبنان وفي العراق وفي سوريا وفي البحرين وفي اليمن، وتسعى لتعميمه إنطلاقاً من الحالة الأخطبوطيّة للتشيّع الفارسي الزّاحف على سوريا والذي تمكّن منها وعنوانه محو «عروبة» سورية وتحويلها إلى محافظة إيرانيّة شيعيّة الهويّة، مثلما سعت وتسعى إلى تغيير هويّة لبنان منذ العام 2005، ومخطىء من يظنّ أنّ إيران لا تخوض إنتخابات العام 2018 النيابيّة وقبل اللبنانيّين، ومن المؤسف أنّ كثيرين بيننا لم يفهموا بعد خطورة الحضور الإيراني في انتخابات دائرة بيروت الثانية تحديداً!
بالأمس أدركنا حقيقة أنّ لبنان يترقّب فوق الصفيح الإيراني الساخن لحظة «اندلاع» الحرب الإسرائيليّة ـ الإيرانيّة، سواء أعجبنا هذا الأمر أم لم يعجبنا سنكون على رأس قائمة الضحايا لهذه الحرب، وكلّ الخوف أن يتحوّل لبنان إلى كرة من النّار والدّمار خلال الأسابيع المقبلة والتي تنذر بجديّة بخطورة المواجهة، إيران بعيدة جغرافياً، ولكنّها حاضرة في قواعد انتشارها في سوريا، وفي لبنان الذي حوّله حزب الله إلى «جبخانة»!
الحرب مقبلة، وبسرعة كبيرة، والضربة العنيفة التي استيقظنا بالأمس على ضجيجها والتي سجّل مرصد الزلازل الأورومتوسطي سجّلها بقوة هزّة زلزاليّة هزّت حماه وحلب السوريّتيْن، مدمّرة قاعدة عسكريّة ومستودعات صواريخ إيرانيّة، مشهد من مشاهد هذه الحرب، المقلق أنّ تربط صحيفة أميركيّة كـ»نيويورك تايمز» الردّ الإيراني باستحقاق لبنان الانتخابي، إذ «توقّعت ردّ إيرانيّ ضدّ اسرائيل لكن من المرجح أن يكون بعد الانتخابات اللبنانية»!
من المؤسف أن نجد أنفسنا مضطرّين لقول نعم، رئيس وزراء العدوّ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «على حقّ» فيما كشفه بالأمس «طهران لديها المواد الكاملة لتصنيع السلاح النووي»، ونعم، «إيران لديها رؤوس نووية»، ونعم، «إيران تطور صواريخها الباليستية التي باتت تهدد العديد من عواصم العالم بمدى يصل إلى 1300 كيلومتر»، نظرة على العاصمة السعودية الرياض تجعلنا ندرك خطورة المشروع الصاروخي الباليستي الإيراني على العالم العربي كلّه لا على إسرائيل فقط، وما يعنينا نحن، هو فقط خطورة المشروع الإيراني على لبنان وعلى العالم العربي أيضاً.
سيكون لإيران المبرّر لقلب الطاولة في المنطقة وإشعالها حرباً لا هوادة فيها مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفه من الاتفاق النووي الإيراني، وأغلب الظنّ أنّ ترامب ذاهبٌ باتجاه إلغاء الاتفاق والدعوة إلى مفاوضات اتفاق جديد مع إيران يشمل ترسانتها الباليستية الصاروخيّة، من يُدقّق قليلاً في التّناغم الأميركي ـ الإسرائيلي المتواتر بالأمس يُدرك أنّ ثمّة قرار اتّخذ لمواجهة إيران في سوريا ولبنان، وبالتأكيد إيران لن تقف مكتوفة اليديْن وهي ترى مشروعها الذي صرفت عليه مئات الملايين من المليارات في لبنان وسوريا وفي طهران يتعرّض لضربة قاضية.
زيارة وزير الخارجية الأميركي «مايك بومبيو» إلى المنطقة «زيارة حرب»، أو على الأقلّ زيارة قد تؤدّي إلى حرب، ومن المؤسف جدّاً بالنسبة لنا أن نقول «لا حلّ لكلّ أزمات المنطقة، ولا حلّ في سوريا، ولا في لبنان، إلا بالقضاء على الإخطبوط الإيراني الذي يخنق المنطقة بأذرع ميليشياته الإرهابيّة».. من المؤسف أن نصل إلى مرحلة نجد فيها أنّ «الحرب هي الحلّ»!